رسم المقيمون بنجران روح التآلف وروابط الأخوة والمحبة في شهر رمضان؛ حيث تبادل الزيارات بين الأصدقاء في الأحياء والمشاركة في موائد الإفطار خلال هذا الشهر المبارك؛ مستحضرين عاداتهم وتقاليدهم التي تمارس في بلدانهم من الاستعداد لدخول شهر رمضان المبارك وتجهيز المنازل، وجلب مختلف احتياجات المائدة الرمضانية. وقد أكد بدوره سامي العشماوي مقيم مصري أمضى أكثر من 21 عاماً في المنطقة، أنه وأفراد الجالية المصرية لا يشعرون بالغربة أبداً، معتبرين المملكة بيتهم ووطنهم الثاني، مشيراً إلى التشابه الكبير بين السفرة الرمضانية المصرية والسعودية، فيما يقدم من وجبات على مائدة الإفطار ، ومنها طبق الكنافة والمحاشي بجميع أنواعها. من جهته قال المقيم المصري شوقي عبد الواحد: لقد وجدت في السعودية احترام أشقائنا وكرمهم وحفاوتهم ، وأعيش هنا حياة هانئة مطمئنة منذ سنوات طويلة وأكن لهذه البلاد المباركة كل الحب ولا أوفيها حقها . فيما تناول خلف عبدالحميد، أبرز العادات الرمضانية في مصر؛ مشيراً إلى إن فانوس رمضان هو الأبرز حيث أنه مظهر احتفالي بقدوم شهر رمضان، ومدفع الإفطار ، وكذلك المسحراتي الذي يطوف بين المنازل لإعلان وقت وجبة السحور؛ لافتاً إلى احتواء الموائد الرمضانية المصرية على عدد من الأطباق والحلويات تتصدرها المحاشي والكنافة والقطائف، والبسبوسة، وأم علي، والرز باللبن، السلطات والتمر واللبن، أما المشروبات فأشهرها العرقسوس، والكركديه، والتمر الهندى، وقمر الدين، والخرُّوب. وأضاف عبدالحميد أنهم يتوجهون بعد وجبة الإفطار لأداء صلاة العشاء والتراويح بالمسجد ، إضافة إلى حرصهم على تلاوة القرآن الكريم وتعاهده في الشهر الفضيل في أجواء إيمانية. فيما سلط المقيم المصري الدكتور ممدوح العثماني، والذي يعمل بمستشفى الولادة والأطفال بنجران الضوء على الجانب التطوعي الذي تبذله المملكة خلال شهر رمضان خصوصا للمقيمين على أرضها وبالخارج أيضا؛ مبيناً أن منظر موائد إفطار الصائم التي تنتشر في جميع أنحاء السعودية يشرح القلب ويدلل على البذل والعطاء، كما أن مشاهدة الشباب والشابات يتسابقون لتوزيع وجبات الإفطار على المارة في الطرقات منظر يرسخ مكانه المملكة وحضورها بقيمها وأخلاقها. من جهته تحدث المقيم السوداني الدكتور سيف الدين الإمام وهو طبيب سوداني مقيم في المنطقة منذ أكثر من 10 سنواتً , عن أسلوب عيش المقيمين السودانيين وعاداتهم وتقاليدهم في الشهر الفضيل، مبينا أن الحياة في المنطقة مشابهة إلى حد ما للحياة في السودان، مما جعلهم يشعرون أنهم في وطنهم؛ مشيراً إلى تبادل الزيارات العائلية والودية مع المجتمع المحلي من مواطني المنطقة خلال الشهر الفضيل في أجواء تسودها المحبة والود والصفاء. وقال : إن السودانيين بطبعهم متعودون دائماً في عدم الإفطار الفردي في المنازل بل إنهم يجتمعون في خارج المنازل ، وكل فرد منهم يحضر معه وجبة معينة ليتشاركوا الوجبات في أجواء إيمانية وروحانية تغمرها السعادة بشهر رمضان. فيما أوضح المقيم السوداني أحمد عبدالله أن المائدة الرمضانية السودانية تكاد لا تخلو من الأكلة الشهيرة في السودان الكمونية ، وعصيدة الذرة ن والفول المطهو على الطريقة السودانية التقليدية، والويكه، والبليلة السودانية، إضافةً إلى المشروبات الشهيرة بالسودان، إضافةً إلى أطباق الفواكة والسلطات والشوربات.