شدد معالي مدير جامعة الطائف السعودية الدكتور حسام بن عبدالوهاب زمان، على ضرورة عدم ربط الإرهاب بالأديان، محذراً من خطورة هذا الربط في تكريس العداء والكراهية بين الثقافات والشعوب وتغذية الإرهاب، بدلاً من محاربته والقضاء عليه. وأكد معالي مدير جامعة الطائف خلال إدارته ومشاركته مؤخراً في الجلسة الثانية من جلسات مؤتمر "دور التعليم في الوقاية من الإرهاب والتطرف" ارتباط الإرهاب بالجهل، وبأصول فكرية تقوم على الكراهية والعداء للآخر والجمود الفكري ورفض الأفكار التجديدة والتوجهات التحديثية لتطوير وتنمية المجتمعات المعاصرة، ومحاربة الفنون والإبداع. وأوضح أن الجماعات الإرهابية والمتطرفة تعتمد في نهجها والترويج لأفكارها الضالة على التصعيد والتصعيد المضاد، والاستثمار في جذب الأتباع والمناصرين بخطاب يعتمد غالباً على تكفير الآخر وتبديعه لتبرير وإباحة محاربته وقتله. ودعا الدكتور زمان إلى أهمية دور الجامعات في محاربة الإرهاب والوقاية من الأفكار المتشددة عبر الاهتمام بالدين تعليماً وتجديداً، والتركيز على نشر مفاهيم الاعتدال والتسامح والتعايش عبر المناهج الدراسية والخطاب الإعلامي الموجه لفئات المجتمع، ومحاربة الجهل والتجهيل، وإعادة قراءة التاريخ قراءة معاصرة بأدوات علمية تتجاوز التوظيفات الايديولوجية للتاريخ واستغلاله للترويج للأفكار المنحرفة والمغالية والمتطرفة في الدين. وفي التعليق على اعتماد خطاب الارهاب والتطرف على التصعيد والتصعيد المضاد. وقال معالي مدير جامعة الطائف "إن محاربة الإرهاب تتطلب اعتماد خطاب معتدل يعتمد على التهدئة والحوار وتفكيك الخطابات المتطرفة والمتشددة وإبطالها، والاستثمار في الفضاء الإلكتروني بإعداد كوادر مؤهلة لإدارة المواجهة مع خطاب الإرهاب والتطرف بحرفية عالية". ونبه الدكتور زمان إلى أهمية التركيز على تطوير الذات عبر برامج التعليم والتدريب الموجهة للطلاب في مستويات التعليم العام والعالي، وكذلك الاستثمار في الفنون والإبداع بأشكالها المختلفة باعتبارها وسائل لنشر ثقافة السلام والانفتاح على الذات وعلى الآخر. وكانت منظمة التعاون الإسلامي، ممثلة بمركز صوت الحكمة، وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، نظمت الثلاثاء الماضي مؤتمراً بعنوان "دور التعليم في مكافحة الإرهاب والتطرف - تجارب العالم الرائدة في ترسيخ قيم التعايش والسلم"، بمشاركة إسلامية واسعة. يذكر أن المؤتمر الذي استمرت أعماله ليومين سعى إلى استعراض تجارب الدول في مكافحة التطرف والإرهاب من خلال تعزيز التعليم، إلى بلورة ثقافة التعايش من خلال المنظومات التربوية، إذ تناول بالتحليل والدراسة الآليات التي تم تطبيقها في العديد من الدول الإسلامية من أجل بلورة مناهج تربوية تأصل لثقافة التسامح والتعايش، والدور الذي تضطلع به المؤسسات التعليمية في صياغة خطاب يقوم على مبادئ السلم والإخاء ومواجهة العنف والتطرف.