أعرب اجتماع المندوبون الدائمون للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي, خلال اجتماعهم اليوم بمقر الأمانة العامة بجدة, بناءً على طلب المملكة العربية السعودية لمتابعة تنفيذ قرارات المنظمة بشأن أفغانستان والتوصيات الصادرة عن المؤتمر الدولي للعلماء حول السلم والأمن في أفغانستان, عن دعمهم الكامل لنتائج المؤتمر الدولي للعلماء حول السلم والأمن والاستقرار الذي استضافته المملكة في جدة ومكة المكرمة يومي 10 و11 يوليو 2018. ودعا الدول الأعضاء والمجتمع الدولي إلى دعم عملية السلام والمصالحة الشاملة التي تقودها وترعاها أفغانستان للتوصل إلى حل سياسي يقوم على مبادئ نبذ العنف, وقطع العلاقات مع جميع الجماعات الإرهابية, والحفاظ على إنجازات أفغانستان الديمقراطية, واحترام الدستور الأفغاني, الذي يمثل المصالح المشروعة لجميع الأفغان, في أن تنعم أفغانستان بالسلم والاستقرار والديمقراطية. وجدد الاجتماع في هذا الصدد عن دعمه القوي للجهود التي يبذلها المجلس الأعلى للسلم بإشراك جميع الأفغان في مبادرات بناء السلام, معرباً عن دعمه للمبادرة الأخيرة لفخامة رئيس جمهورية أفغانستان الإسلامية الدكتور محمد أشرف غاني, للانخراط في حوار مباشر وسلمي غير مشروط مع طالبان, ودعوته حركة طالبان إلى التفاعل الإيجابي مع هذه المبادرة. وأكد تضامنه مع جمهورية أفغانستان الإسلامية, وتأييده الكامل لها في جهودها الرامية إلى إحلال السلام, واستتباب الأمن وتحقيق التقدم الاقتصادي لشعب أفغانستان، ودعمه لمؤتمر العلماء حول دعم السلم والأمن في أفغانستان الذي عقد في كابل في 4 يونيو 2018. وأقر المندوبون الدائمون, بأنه لا يمكن ضمان السلم والاستقرار الدائمين في أفغانستان إلا من خلال نهج شامل يضم الأمن والتنمية والحكم والمصالحة. وأوضح الاجتماع أنه في الوقت الذي يشكل فيه الإرهاب خطراً جدياً ومتنامياً ومشتركاً, فإن ثمة حاجة ماسة للتفاهم المشترك وللتعاون من خلال اعتماد آليات إقليمية ضرورية وملائمة , وأن يواكب ذلك التزام قوي من جانب الجهات الإقليمية والدولية المعنية باتخاذ ما يلزم من تدابير للتصدي لهذا الخطر, سعياً إلى دعم أفغانستان , بوصفها الدولة التي تقف على خط المواجهة مع الجماعات الإرهابية الإقليمية والعابرة للحدود. وأدان الأعمال الإرهابية التي شهدتها أفغانستان في الآونة الأخيرة, معرباً عن إدانته للهجوم الذي استهدف مؤتمر العلماء في لويا جيرغا في كابل, الذي ذهب ضحيته عدد من العلماء المرموقين, والهجمات الصاروخية التي استهدفت القصر الجمهوري يوم عيد الأضحى المبارك للشخصيات البارزة لأداء صلاة العيد. وحث جميع الدول الأعضاء والمجتمع الدولي على تقديم الدعم للحكومة الأفغانية في تصديها لهذه الظاهرة الشيطانية, مطالباً العلماء المسلمين كافة على التنديد الجماعي والقوي بالإرهاب, وذلك من خلال إصدار فتاوى وتوجيهات دينية وتنظيم فعاليات دولية في هذا الشأن. وناشد الدول الأعضاء المانحة ومن المؤسسات الإنمائية والمالية الإسلامية وفي مقدمتها البنك الإسلامي للتنمية, تقديم المساعدة المالية والتسهيلات وغيرها من أشكال الدعم الأخرى لأفغانستان, مشدداً على أهمية التنمية الاجتماعية والاقتصادية بوصفها عنصراً مهماً لإحلال السلم الدائم وتحقيق الاستقرار في أفغانستان. ودعا حكومة أفغانستان إلى تقديم مشروع قرار إلى الدورة القادمة لمجلس وزراء الخارجية, يتضمن إجراءات عملية على الصعيدين الإقليمي والدولي لتعزيز دور المنظمة وإسهاماتها في إحلال السلم واستتباب الأمن في أفغانستان, وذلك بتنفيذ قرارات المنظمة بشأن أفغانستان ونتائج المؤتمر الدولي للعلماء الذي انعقد في جدة ومكة المكرمة يومي 10- 11 يوليو 2018. وطلب الاجتماع معالي أمين عام منظمة التعاون الإسلامي, تسريع عملية تنفيذ قرار المنظمة بشأن إنشاء الجامعة الإسلامية العالمية في أفغانستان , واتخاذ جميع التدابير لاطلاع الأممالمتحدة والمنظمات الإقليمية على تقرير الاجتماع الصادر اليوم, ورفع تقرير في هذا الشأن إلى الدورة القادمة لمجلس وزراء الخارجية.