بدأت بالعاصمة المصرية القاهرة اليوم أعمال مؤتمر الأزهر في مواجهة الإرهاب والتطرف بمشاركة نحو 600 من علماء المسلمين من 120 دولة، وممثلين عن بعض الطوائف. وأكد شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب في كلمته في بداية المؤتمر أن الجهاد في الإسلام لم يتم تشريعه إلا للدفاع عن النفس والدين والوطن، وأن إعلان الجهاد ومباشرته لا يجوز أن يتولاه أحد إلا ولي الأمر، ولا يجوز لأفراد أو جماعات أن تتولى هذا الأمر بمفردها مهما كانت الأحوال والظروف، وإلا كانت النتيجة دخول المجتمعِ في مضطرب الفوضى وهدر الدماء وهتك الأعراض واستحلال الأموال، وهو ما نعانيه اليوم من جراء هذا الفهم الخاطئ المغلوط لهذه الأحكام الشرعية. وقال : إن "الاعتداء على النفس الإنسانية أيا كانت ديانتها أو اعتقادها أمر يحرمه الإسلام ويرفضه" ، مشيرا إلى أن الاعتداء أو التهجير القسري أو التمييز هي أمور تتنافى وصحيح الدين، وإجماع المسلمين. وأدان شيخ الأزهر أفكار الغلو والتطرف التي تسربت إلى عقول بعض الشباب ودفعت بهم إلى تبني الفكر التكفيري واعتناق التفسيرات المتطرفة والعنيفة التي تعمل ليل نهار على مهاجمة الأوطان وزعزعة الاستقرار. فيما أشار معالي الأمين العام لمركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الديانات والثقافات الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر في المؤتمر إلى أسباب التطرف والإرهاب ومنها النظرة الأحادية للدين والتعامل بمنطق القوة في مواجهة التطرف. وطالب معاليه بمعايير موضوعية ومعرفية لفضح الإرهاب وأشكاله التي يغرر بها الشباب وفضح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام . واستعرض معاليه أعمال المركز وخططه المستقبلية وتطلعاته والمهام التي يقوم بها حاليا انطلاقا من الرؤى الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين حفظه الله، والعمل على تشجيع الحوار بين أتباع الأديان والثقافات المختلفة والتحذير من خطر القراءات المتطرفة للتعاليم الدينية والتأويلات المتشددة للمعتقدات السياسية ومواجهتها بالأفكار العلمية والموضوعية وإبراز القيم الإنسانية المشتركة بين أتباع الأديان والثقافات التي تجمع على حفظ الحقوق الأساسية للبشر وتؤكد حرمتها وتجرم المساس بها. كما طالب بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية البابا تواضروس الثاني في كلمته بالمؤتمر باتخاذ الإجراءات الجديدة لمواجهة الإرهاب وتعزيز التعايش بين الجميع. وأكد الحاجة لخطاب ديني على مستوى الكنيسة والجامع للمشاركة الفعالة في المجتمع . في حين شدد عدد من علماء العالم الإسلامي في كلماتهم بالمؤتمر على ضرورة توحيد الصف الإسلامي في مواجهة الإرهاب وحماية الشباب من الأفكار المغلوطة والمتطرفة عن مفاهيم الإسلام.