أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي عن أسفه لعدم تحقيق تقدم في المفاوضات الجارية بين وفدي الحكومة والمعارضة السورية في جنيف حتى الآن . وشدد في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للدورة الثالثة والتسعين للمجلس الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الوزاري اليوم على ضرورة وقف القتال وايصال المساعدات الإنسانية للشعب السوري وبأسرع ما يمكن ، مفيدًا بأن جميع الاتصالات التي تقوم بها الأمانة العامة للجامعة العربية حول المأساة في سوريا تركز الآن على أهمية تحقيق ذلك وعلى أهمية إنهاء المعاناة الإنسانية التي يعاني منها السوريون . كما أعرب عن أسفه الشديد لعدم إحراز أي تقدم ملموس في المحادثات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي والتي تمت تحت إشراف وزير الخارجية الأمريكي جون كيري . وتوقع أن يتم تقديم أطروحات لم يتم الاطلاع عليها حتى الآن ، موضحًا أن الهدف المتفق عليه من عقد هذه المباحثات منذ البداية هو تحقيق السلام الشامل والعادل، وذلك بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي خلال فترة زمنية تحددت بتسعة شهور والعمل على أن تنسحب إسرائيل خلال هذه الفترة إلى حدود 1967 وتقوم الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدسالشرقية . وحذر من سعي إسرائيل الدائم لكسب الوقت لخلق واقع جديد ، مبينًا ان عنصر الوقت هو دائمًا هدف استراتيجي لإسرائيل . ولفت الأمين العام للجامعة العربية الانتباه إلى أنه في إطار تفعيل الشؤون الإنسانية والإغاثية في المنطقة العربية وضعت الأمانة العامة على مشروع جدول أعمال القمة العربية في دورته الخامسة والعشرين القادمة في مارس في دولة الكويت موضوع إنشاء آلية تنسيق عربية مشتركة للشؤون الإنسانية والإغاثية في المنطقة العربية، وذلك انطلاقًا من أن الدعم الإنساني المتكامل الذي يتطلب تدخلات اجتماعية بالإضافة إلى التدخلات الإغاثية للتخفيف من الآثار الناجمة عن تأثيرات النزاعات وأثار الكوارث الطبيعية وغير الطبيعية . وأكد على الدور الرئيسي لهذه الآلية للتنسيق بين مختلف الجهات المعنية عربيًا ودوليًا بما يمكن من إيصال المساعدات المطلوبة للأشخاص المتأثرين بشكل سريع وعبر آلية فاعلة ، معربًا عن أمله في أن يلقى هذا الموضوع الاهتمام الكافي من المجلس الاقتصادي والاجتماعي تمهيدًا لرفعه للقمة في صورته المتكاملة حتى يتسنى اتخاذ القرار وأخذ الدعم اللازم على مستوى القادة العرب . وأشار العربي إلى أن الأممالمتحدة وبعد سنوات من التجربة أنشأت آلية أسمها "الأوتشا" وهي تستطيع أن تتخطى العقبات الأولية لإيصال المساعدات الإنسانية بأقرب فرصة ممكنة . وأضاف أمين الجامعة العربية أن استحقاق عام 2014 يفرض على الدول العربية الأعضاء في منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى معالجة قواعد المنشأ العربية التي من شأنها العمل على تيسير وانسياب التبادل التجاري بين الدول العربية الأعضاء، وإتمام كافة المتطلبات اللازمة لإطلاق الاتحاد الجمركي العربي . وبين أن الأمانة العامة للجامعة العربية اتخذت عدة إجراءات بشأن موضوع الاستثمار في الدول العربية تنفيذا لقرار القمة العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية رقم (30) الخاص بالموافقة على الاتفاقية الموحدة لاستثمار رؤوس الأموال العربية في الدول العربية المعدلة وسيتم تناولها بالتفصيل في البند المخصص لذلك ، بما في ذلك موضوعات أخرى متعلقة بالازدواج الضريبي . ولفت النظر إلى أن المنطقة العربية شهدت مؤخراً من الظواهر الجوية المرتبطة بالتغيرات المناخية ما يحتم علينا الارتقاء بمستوى المرافق العربية للأرصاد الجوية والمناخ في ضوء ازدياد أهمية دورها في خدمة الملاحة الجوية والبحرية والنقل البري والخدمات الداعمة للقطاعات الاجتماعية والاقتصادية مع ما تمثله من دور حيوي في رصد العناصر الجوية وإصدار التحذيرات والإنذارات المبكرة . وشدد الدكتور العربي على ضرورة إعطاء عناية خاصة لموضوع تدهور الأراضي ومكافحة التصحر وذلك من خلال التنفيذ الفعلي لمشروع الأحزمة الخضراء في أقاليم الوطن العربي الذي أقرته القمة العربية في سرت، وذلك من خلال إيجاد الصيغ المناسبة لتمويله وسيقوم المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة بمتابعة التنفيذ والتنسيق في ذلك مع الدول العربية . وأكد أن ما شهدته المنطقة العربية من ثورات انطلقت في الأساس بهدف تحقيق العدالة الاجتماعية يتطلب إعادة النظر في السياسات الاجتماعية في المنطقة ووضع تصور في هذا الشأن . كما لفت الانتباه إلى بعص التجارب الدولية وخاصة في منطقة أمريكا الجنوبية والتي تسعى الجامعة للاسترشاد بها والاستفادة منها في إطار التعاون العربي الدولي في المجالات الاجتماعية والتنموية . // يتبع // 17:37 ت م تغريد