عندما أسافر إلى السعودية عبر الطائرة وأشاهدها من الأعلى أتعجب وأتدبر في تضاريسها المختلفة وجبالها الشاهقة ورمالها الذهبية ومساحتها الواسعة وأوديتها المتدفقة، ولكن بمجرد الوصول والهبوط فيها تشعر بانسيابية طرقها الواسعة شرقاً وجنوبا شمالاً وغرباً ومطاراتها المتطورة وقطاراتها المتنوعة محفوفة بالأمن والأمان السائد في أرجائها وفي كل أوقاتها. جميع هذه المعطيات تشعرك منذ الوهلة الأولى بأن هذه الدولة " المملكة العربية السعودية " حفظها الله ضربت أطنابها وأصالتها وحضارتها منذ عقود قديمة أرست مبادئها ورسمت خططها على العمل والإخلاص والتفاني في تذليل الصعاب وضخ الأموال لتطوير البلاد وخدمة الإسلام والمسلمين ، لذا عندما نتذكر يوم التأسيس الموافق 22 فبراير من العام 1727 م بجب أن يستعشر الجميع في كافة أقطار العالم الإسلامي بعظيم حكام هذه البلاد الذين توالوا وتفانوا في خدمتها حتى هذا العهد الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين رئيس مجلس الوزارء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله - وذلك من خلال العمل المتواصل والمستمر عبر عدد من المشاريع التي جاءت لخدمة المواطن والمقيم وأن يعيش الجميع برفاهية محفوفة بالأمن والأمان وأعلى مستويات الخدمات اللوجيستية والطبية التي يحتاجها الفرد ، إضافة إلى حجم المشاريع المليارية والمخصصة للحرمين الشريفين الحرم المكي والنبوي والمشاعر المقدسة وذلك من أجل أن تكون رحلة الحاج والمعتمر في أعلى مستويات الطمأنية والروحانية والسكنية ، جميع هذه الأعمال والجهود لم تكن وليدة اللحظة بل هي تاريخ ومراحل وأعمال كان هدفها الأول والآخير خدمة ضيوف الرحمن بكل إخلاص وتفانٍ . ولا شك بأن السعودية أصبحت اليوم أحد الدول المهمة في العالم وصانعة للقرار ومساهمة بشكل كبير في استقرار العالم ونشر السلام في كافة أرجاء العالم ولعل التوجيه الآخير من سمو ولي العهد" في استضافة المملكة العربية السعودية للمحادثات الروسية الأمريكية لتعزيز الأمن والسلام العالمي و أن الحوار هو الحل الوحيد لحل جميع الأزمات الدولية وتقريب وجهات النظر بين الطرفين للوصول إلى نتائج مثمرة تنعكس على جهود إرساء الأمن والسلم الدوليين " هي دلالة على مكانة السعودية التاريخية وقوتها السياسية المتينة في حل أعظم الأزمات بين الدول وأن يعيش العالم في أمن وسلام . ومن هنا أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ولولي عهده رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله - وللشعب السعودي بمناسبة يوم التأسيس ، حفظ الله السعودية وحكامها وقادتها وأبنائها وأن تكون هذه البلاد في نعيم ورخاء وعطاء مستمر وأمان دائم . * السفير توركو داودوف المندوب الدائم لروسيا الاتحادية لدى منظمة التعاون الإسلامي .