أكد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين في ختام اجتماعه الطارئ أمس الذي خصص لموضوع الجفاف والمجاعة في القرن الإفريقي والصومال أكد على تكثيف الدول العربية لدورها في مواصلة إغاثة المتأثرين بكارثة الجفاف والمجاعة في منطقة القرن الإفريقي وحثها إلى حشد طاقات المنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص العربي للمساهمة في عمليات الإغاثة. وأوضح المجلس في بيانه الختامي أنه يجب السرعة في تنسيق الجهود بين الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والاتحاد الإفريقي بما في ذلك عقد مؤتمر دولي عاجل فيما بينهم يضم منظمات العمل العربي ذات الخبرة في مجال الخبرة بغية حشد اكبر قدر ممكن من الدعم الإنساني وضمان سرعة إيصال وتوزيع المساعدات الاغاثية على جميع المتضررين لا سيما في المحافظات الصومالية المنكوبة. ولفت المجلس الذي ترأس أعماله مندوب سلطنة عمان لدى الجامعة العربية السفير خليفة بن علي الحارثي إلى سرعة إعداد خطة عمل لمواجهة خطة الجفاف وأثاره الكارثية على الصومال ودول القرن الإفريقي. وناشد المجلس الدول العربية إلى تقديم المساعدات الاغاثية العاجلة مباشرة إلى الصومال دون وسيط دولي وذلك بناء على العرض الذي قدمه السفير مندوب الصومال الدائم لدى الجامعة العربية عبدالله حسن الذي شدد على ضرورة إيصال المساعدات العربية مباشرة إلى المناطق المنكوبة في الصومال وعدم إيصال المساعدات عن طريق مؤسسات دولية. كما ناشد جميع الأطراف الصومالية المعنية تمكين توصيل المساعدات الإنسانية بيسر ودون إعاقة ومن اجل البحث عن حل سياسي للأزمة الصومالية قرر المجلس عقد اجتماع وزاري للجنة الصومال التابعة لمجلس الجامعة العربية في سبتمبر القادم في القاهرة لتدارس تطورات الوضع في الصومال من جميع جوانبه بما فيها الجانب السياسي ومراجعة مستوى الاستجابة العربية في تقديم العون والمساعدات الإنسانية. وأشاد المجلس بسرعة تجاوب عدد من الدول العربية خاصة المملكة العربية السعودية والكويت وقطر والإمارات وسلطنة عمان والجزائر ومصر والسودان مع دعوة الأمين العام للجامعة العربية لتقديم العون الإنساني لمواجهة الجفاف الذي أدى إلى تشريد نحو نصف الشعب الصومالي وتأثر 12 مليون نسمة في منطقة القرن الإفريقي من الجفاف. وكان الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي قد القي كلمة في الجلسة الافتتاحية للمجلس قال فيها: (إننا اليوم أمام كارثة إنسانية يجب إن تكون هناك مسئولية دولية لمواجهتها وعلى الجانب العربي مسؤولية خاصة لتدارك أثار هذه الكارثة على شعوب شقيقة وقال إن الأممالمتحدة أعلنت خلال الفترة السابقة إن خمسة مناطق في جنوب الصومال أصبحت منكوبة بالمجاعة مع وجود 2.8 مليون شخص مازالوا بعيدين عن إمكانية نفاذ الوكالات الإنسانية إليها كما تم تقدير المبالغ المالية اللازمة لمواجهة هذه الكارثة بمبالغ تتراوح مابين نصف مليار إلى مليار دولار). وأشاد العربي بسرعة استجابة عدد من الدول العربية بالإضافة إلى جمعيات الهلال الأحمر للتجاوب مع ندائه العاجل لتقديم المساعدات الاغاثية العاجلة للشعب الصومالي وقال إن المواطن الصومالي لاحظ قوافل الإغاثة العربية ممثلة بالجسر الجوي والبحري الاغاثي الذي ساهمت فيه دولة قطر ودولة الكويت والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية والجزائر بالإضافة إلى المبالغ الذي خصصتها السعودية مبلغ (60) مليون دولار والكويت (10) ملايين في الجهود الدولية للمساهمة في معالجة الأزمة. وفيما يتعلق بالوضع في جيبوتي قال العربي إنه تلقى رسالة من وزير الدولة للشؤون الخارجية بجيبوتي أشار فيها إلى المجاعة التي تنتشر في منطقة القرن الإفريقي مؤكدا إن بلاده تعد من أكثر الدول تضررا وفي حاجة إلى المساعدات العاجلة من الدول العربية تجنبا لحدوث أزمة إنسانية حادة وقال إن الجامعة العربية وزعت مذكرة رسمية بهذا المعنى على الدول العربية لمناشدتها تقديم الإغاثة الإنسانية العاجلة للشعب الجيبوتي. وأكد العربي انه على الرغم من التحركات الدولية إن الأوضاع مازالت للأسف مرشحة إلى مزيد من التدهور في ظل توقع حالة الجفاف إلى شهر يناير 2012م.