أكدت شخصيات اجتماعية في محافظة القطيف على أهمية الاحتفاء بيوم التأسيس الذي يحتفى به في عموم مناطق المملكة، مؤكدين أن يوم التأسيس يوم تُستذكر فيه تضحيات القادة والرجال الذين بنوا هذا الوطن وواجهوا المصاعب الكبيرة التي تجاوزوها وبنوا دولة قوية في المملكة العربية السعودية التي أصبحت اليوم إحدى الدول ذات الثقل العالمي الضخم. وقال رجل الأعمال حسين الشيخ: «إن يوم التأسيس هو مناسبة وطنية تجمع بين جذور الماضي وأسس المستقبل، فهو ليس مجرد حدث تاريخي نسترجع تفاصيله، بل هو لحظة تأمل في المسيرة الطويلة التي بدأت بخطواتٍ ثابتة نحو بناء دولةٍ قوية ومستقرة. في هذا اليوم، نستذكر الظروف التي أحاطت بتأسيس هذا الكيان الوطني، وكيف كانت البدايات مليئة بالتحديات والصعوبات، إلا أن الإرادة القوية والعزيمة الصلبة كانتا أقوى من كل العقبات. إنه يوم نتعرف فيه على الجذور العميقة التي تربطنا بهذه الأرض، ونستلهم منها الدروس والعبر لمواصلة المسيرة نحو المستقبل». تحقق العدالة وشدد على أن المملكة ومنذ تأسيسها راعت العدالة، وقال: «في قلب يوم التأسيس تكمن قيمٌ عظيمة مثل العدل والتسامح والتعاون، وهي القيم التي شكلت اللبنة الأولى في بناء الدولة. فمنذ البداية، كان العدل هو الأساس الذي تُبنى عليه العلاقات بين أفراد المجتمع، والتسامح هو الجسر الذي يعبر فوق الخلافات ليجمع بين الجميع تحت مظلة الوطن. أما التعاون، فكان القوة الدافعة التي مكّنت من تحقيق الإنجازات الكبيرة رغم الإمكانات المحدودة في تلك الفترة. هذه القيم لم تكن مجرد شعارات، بل كانت مبادئ عملية عاشها الأجداد وطبقوها في حياتهم اليومية، مما أسس لمجتمعٍ متماسكٍ وقادرٍ على مواجهة التحديات»، مضيفاً: «اليوم، ونحن نعيش في عصرٍ مليء بالتغيرات السريعة، تبرز أهمية هذه القيم أكثر من أي وقتٍ مضى. فالمستقبل الذي نطمح إليه لا يمكن بناؤه إلا بالعودة إلى هذه الأسس الراسخة. العدل يضمن لنا مجتمعًا عادلًا يحفظ حقوق الجميع، والتسامح يعلمنا كيف نتعايش مع الاختلافات ونحترمها، بينما التعاون يمنحنا القوة لتحقيق الأهداف الكبيرة. إن يوم التأسيس يذكرنا بأن المستقبل المشرق يبدأ بفهم الماضي واستلهام دروسه»، مشيراً إلى أن يوم التأسيس ليس مجرد ذكرى نسترجعها، بل هو دعوةٌ للتفكير في كيفية المساهمة في استمرار هذا الإرث العظيم. وعلينا أن نعمل معًا على تعزيز هذه القيم في حياتنا اليومية، وأن ننقلها إلى الأجيال القادمة كي تظل حيةً في قلوبهم. فلنحتفِ بهذا اليوم بكل فخرٍ واعتزاز، ولنكن على قدر المسؤولية في الحفاظ على ما بناه الأجداد، والسعي نحو مستقبلٍ يليق بهذا الوطن العظيم. منجزات وطن وشدد الخبير القانوني أحمد النمر على أن يوم التأسيس فرصة للوقوف على منجزات الوطن الكبرى التي انطلقت منذ يوم التأسيس وصولاً ليومنا هذا، وقال: «إن يوم التأسيس في المملكة مناسبة وطنية عظيمة تُذكرنا بجذور الدولة السعودية الأولى التي تأسست عام 1727م على يد الإمام محمد بن سعود، حيث كانت بداية لتوحيد الجزيرة العربية وبناء دولة قائمة على أسس العدل والأمن والاستقرار. هذا اليوم ليس مجرد ذكرى تاريخية، بل هو رمز للعزيمة والإصرار على بناء دولة حديثة ومتطورة في جميع المجالات»، مضيفاً: «تطورت البلاد في مجالات الدولة منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى، مرورًا بالدولة الثانية ووصولًا إلى الدولة الثالثة على يد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، وشهدت المملكة تحولات كبرى في مختلف المجالات. فقد عملت القيادة السعودية على بناء دولة مؤسسات قائمة على التخطيط الاستراتيجي والتنمية الشاملة، منها التنمية الاقتصادية حيث شهدت المملكة طفرة اقتصادية كبيرة مع اكتشاف النفط في الثلاثينات من القرن الماضي، حيث تم استثمار عوائد النفط في بناء البنية التحتية وتطوير الصناعات والخدمات. ومع رؤية 2030، تم تعزيز التنويع الاقتصادي لتحقيق الاستدامة وتقليل الاعتماد على النفط، كذلك تحققت التنمية الاجتماعية حيث عملت المملكة على تحسين جودة الحياة للمواطنين من خلال تطوير التعليم والصحة والإسكان. كما تم تعزيز دور المرأة في المجتمع وتمكينها في مختلف المجالات، بما يتوافق مع رؤية المملكة الطموحة، وفي المجال الثقافي تم الحفاظ على الهوية الثقافية للمملكة مع الانفتاح على العالم من خلال تعزيز الفنون والتراث والثقافة. إنشاء الهيئة العامة للثقافة وإقامة الفعاليات الدولية مثل موسم الرياض دليل على هذا التوجه، مشدداً على تطور المملكة في مجال تبني التقنيات الحديثة، حيث تم تطوير البنية التحتية الرقمية وتعزيز الابتكار في مجالات الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي. تطور العدالة وشدد أن سياق التطور منذ التأسيس متواصل وقال: شهدت المملكة تطورًا كبيرًا في النظام القضائي والقانوني، حيث تم العمل على تعزيز مبادئ العدل والشفافية وحماية الحقوق. ومن أبرز مظاهر هذا التطور إصلاح النظام القضائي حيث تم تحديث النظام القضائي ليكون أكثر كفاءة وعدالة، حيث تم إنشاء محاكم متخصصة في مجالات مثل التجارة والعمل والأحوال الشخصية. وتعزيز حقوق الإنسان إذ تم إصدار أنظمة وقوانين تعزز حقوق الإنسان، بما في ذلك حقوق المرأة والطفل، وحماية حقوق العمالة الوافدة، ومكافحة الفساد حيث تم إنشاء هيئة الرقابة ومكافحة الفساد «نزاهة» لتعزيز النزاهة والشفافية في مؤسسات الدولة. فخر واعتزاز وشدد رئيس مجموعة العدالة للمحاماة والاستشارات المحامي المستشار هشام الفرج على أن مناسبة يوم التأسيس مناسبة عز وفخر، وقال: «لهذا اليوم تاريخ عظيم فهو يخلد ذكرى تأسيس الدولة المباركة. وفي هذا اليوم نشهد على الأجيال التي ساهمت في بناء هذا الوطن، متكاتفين بكل إخلاص ووفاء، على مر العصور. إن يوم التأسيس ليس مجرد تاريخ يمر في تقويم، بل هو رمز للهوية الوطنية، وقيم الاستقلال والسيادة، حيث بذل الأجداد جهودهم المخلصة في تأسيس دولة قادرة على الوقوف بثبات أمام التحديات، وتحقيق رفاهية شعبها»، مضيفاً: «اليوم ونحن نعيش في ظلال هذه الدولة المباركة، نتذكر ما تحقق بفضل القيادة الحكيمة والإرادة الصلبة، سائلين الله أن يديم نعمة الأمن والاستقرار، وأن يوفق قادتنا لما فيه خير الوطن والمواطن». حسين الشيخ هشام الفرج