كشفت جامعة الدول العربية النقاب عن اتصالات ومشاورات تجرى حاليا بين الدول العربية لإعداد "ورقة عربية موحدة" تعبر عن الرأي العربي بشأن عملية السلام في المنطقة لتسليمها للإدارة الأمريكيةالجديدة وكيفية التعامل معها. وقال مدير مكتب الأمين العام للجامعة العربية السفير هشام يوسف، في تصريحات للصحافيين أمس" الثلاثاء" : إن المشاورات لم تسفر حتى الآن عما إذا كانت هذه الورقة سيتم إعدادها جماعيا أم من أطراف بعينها كلجنة مبادرة السلام العربية. وردا على سؤال حول جهود الجامعة العربية في تنقية الأجواء العربية/العربية في ضوء الأزمة المتبادلة بين مصر وسورية على خلفية ما جرى في اجتماع وزراء الخارجية العرب الطارئ الأخير، قال يوسف:إن الجامعة العربية ترى أن تنقية الأجواء العربية ضروري وأساسي في هذه الظروف خاصة، ونحن على أعتاب تحديات ضخمة وأمام إدارة أمريكية جديدة سيتم التعامل معها من خلال منظور واحد وأيضا انتخابات إسرائيلية مقبلة. ودعا إلى ضرورة أن تكون الرؤيا العربية موحدة للتعامل مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة، ما يتطلب المزيد من الجهود من الدول العربية لتخطي الصعوبات وتنقية الأجواء العربية بما يحقق المصالحة العربية المشتركة. وردا على سؤال حول تحفظ سوريا على موضوع المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية التي تقوم بها مصر قال يوسف: إن القرارين اللذين صدرا في نهاية اجتماعات مجلس الجامعة الطارئ على مستوى وزراء الخارجية بشأن المصالحة الفلسطينية والأوضاع في غزة كانت بتوافق آراء الدول العربية. وأعاد السفير هشام يوسف تحميل إسرائيل كامل المسؤولية عن تدهور الأوضاع العامة في الأراضي الفلسطينية، وبخاصة في قطاع غزة، محملا إياها المسؤولية عن تدهور الأوضاع الإنسانية والصحية في الأراضي الفلسطينية بشكل عام وغزة بشكل خاص. ولفت إلى أنه بموجب قرار وزراء الخارجية العرب الأخير ستقوم مصر بالعمل على توصيل المساعدات الإنسانية من مختلف الدول العربية إلى غزة، كما ستقوم الأمانة العامة للجامعة بالتنسيق والتشاور مع مصر لتنفيذ هذا القرار. واستنكر التصرفات الإسرائيلية تجاه سفينة المساعدات الليبية ومنعها من مواصلة المسير صوب قطاع غزة لنقل بعض المؤن والمواد الأساسية. وشدد السفير يوسف على أهمية وصول المساعدات إلى قطاع غزة لتخفيف المعاناة التي اعترفت بها العديد من المنظمات الدولية ووصفت الوضع هناك "بالكارثي ويهدد بالانهيار". وحمل السفير يوسف إسرائيل المسؤولية كاملة عن كل ما ينتج من تداعيات وتدهور لهذا الحصار، لافتا إلى أن المسؤولية الرئيسة في تقديم المساعدات تقع على عاتق مصر التي تعمل بكل جهد لإيصال هذه المساعدات. وأشار إلى أن الجامعة العربية تجري اتصالات بالاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والعديد من الدول في ضوء استمرار إسرائيل في حصارها لغزة،مؤكدا عدم قبول الدول لهذه الممارسات. وقال يوسف: إن الجامعة العربية تلقت وعودا من العديد من الدول الفاعلة لبحث كيفية مواجهة هذه الظروف الإنسانية في غزة والتعامل معها، مؤكدا أن هدف الجامعة العربيةِ هو إنهاء الحصار الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني.