لم يطل استمتاع الطفل يزن بن حسن قحل «ستة أعوام» بطفولته كسائر أقرانه، بعد أن أصبح ملازما لفراشه فترة طويلة نتيجة ارتطام رأسه بجسم صلب بعد سقوطه من سيارة، ما أدى إلى إصابته بضرر في جذع الدماغ وتعرض مخه لإصابات مع نزيف داخلي فوق وتحت غشاء السحايا، مع تشنج في الجهاز الحركي والأطراف وتجمع بالدم في الجهة اليمنى من الدماغ وفقدان دائم للوعي وكسور في الجمجمة الأمامية والخلفية والجانبية. ورغم المراجعات المستمرة للعديد من المستشفيات والمراكز العلاجية في جازان، حيث تقيم أسرته، إلا أن علاج يزن استعصى عليها جميعا، فيما ذكر الأطباء أن العلاج قد لا يتوافر حتى في المستشفيات التخصصية في المملكة. وذكر والد الطفل أن ابنه ظل يتلقى العلاج في مستشفيات منطقة جازان منذ منتصف شوال من العام قبل الماضي وحتى الآن، لكن من دون أي تحسن، مشيرا إلى أن العلاج غير متاح أيضا في المستشفيات المتقدمة في بقية المناطق بعد أن علم أن هذا النوع من العلاج الدقيق والمتخصص لا يوجد إلا في بعض الدول المتقدمة طبيا. وأضاف أن ابنه الآن يعيش في حالة استيقاظ ولكن إحساسه منعدم، خصوصا في البصر، ويعطى حاليا مضادات للتشنج، وتم توفير جهاز شفط السوائل من الدماغ. ويأمل قحل أن يكون هناك فرصة لعلاج ابنه حتى تعود إليه ابتسامته وحركته الدائبة ويجد طريقه للمدرسة التي كان يحلم بها ويتوق لدخولها. يذكر أن جذع الدماغ هو عبارة عن كتلة دماغية تصل بين المخ والحبل الشوكي، ويتكون من الجسر والنخاع المستطيل والدماغ المتوسط. وهو ينقل الأوامر من الدماغ إلى أعضاء الجسم وينقل المعلومات الحسية من أعضاء الجسم إلى الدماغ. كما توجد فيه مراكز التنفس وتنظيم الضغط ونبض القلب، وتنطلق منه الأعصاب الدماغية العليا التي تتحكم في حواس الوجه كالعين والأذن «السمع والبصر» والذوق والشم والبلع واللعاب وعضلات الوجه المعبرة. ويتحكم جذع الدماغ في وظائف الجسم الحرجة وغير الإرادية، كما يتحكم في الوعي واليقظة والنوم والإحساس بالألم، وإصابة هذا الجزء تعرض الإنسان لكثير من المشكلات الحرجة جدا، حيث يحتاج المريض إلى جهاز مساعدة خارجي لتأدية وظائفه الحيوية للمحافظة على تنفسه ودورته الدموية.