أفرزت أزمة المياه المستفحلة في الطائف سوقا سوداء؛ حيث ارتفعت أسعار حمولة الوايتات بشكل كبير وصلت إلى 400 ريال، فيما عمد سائقو الوايتات الخضراء الخاصة بمياه الآبار إلى استغلال الأزمة وفرض تسعيرة جديدة على زبائنهم وغالبيتهم من الفقراء والعجزة والأرامل الذين لا يقوون على مقارعة طوابير الأشياب، ليصل السعر في غالبية الأحيان إلى 50 ريالا بدلا من 30. وكشفت جولة ميدانية ل”شمس” أمس على أشياب المثناه والحوية أن الأزمة ما زالت مستفحلة في ظل انفلات الرقابة داخل الأشياب، وتمرير كوبونات مياه لإشعال نيران الأسعار، في وقت وصلت فيه الأرقام حاجز الألف؛ وهو ما يعني أن الحصول على الماء لن يكون إلا بعد مرور 24 ساعة. واعتبر كل من أحمد العتيبي وراشد الزهراني أن الأزمة جعلت السكان يمضون أوقاتا طويلة داخل الأشياب؛ وهو ما حرمهم من الراحة وتمضية بعض الأوقات مع أقاربهم، الذين حضروا للاستمتاع بمهرجان الورد. وأضافا: “فرع المياه بالطائف خصص وايت مياه كل ثلاثة أيام للعائلة الواحدة، وهو أمر غير مقبول؛ نظرا إلى استقبالنا الكثير من الزوار والمصطافين الذين يقيمون معنا أحيانا”. أما محمد شرار (رجل أعمال) فاضطر إلى بيع إحدى وحداته السكنية المفروشة بعد أن كبدته الأزمة المتكررة خسائر فادحة خلال المواسم والإجازات الصيفية، مشيرا إلى أن ما حدث لمهرجان الورد وعدم تفاعل الناس معه لانشغالهم في الأشياب خير دليل على ذلك. فيما فضل فيصل العروقي، الذي أصابه الانتظار الطويل بالإعياء، التوجه إلى ساحة الوايتات الخضراء المتاخمة لصالة أشياب المثناه وحصل على وايت رغم أنه لا يعلم مصدر مائه، لكنه اعتبره الخيار الأفضل لغالبية الفقراء والعجزة والأرامل، وهو أمر قد لا يستمر طويلا مع هذه الأزمة.