أذاعت القنوات الإيطالية أمس الأول عددا من المكالمات المشبوهة التي أجريت في عامي (2005، 2006) وتخص قضايا الرشوة والتلاعب في نتائج الدوري المحلي لكرة القدم التي عرفت باسم (كالتشيو بولي)، وكان فريق يوفنتوس الأول أبرز الضحايا بعدما تم تجريده من لقب الدوري في 2006 وهبط إلى الدرجة الأولى بالإضافة إلى خصم ثماني نقاط من فريق ميلان. واعترفت المحكمة الرياضية المسؤولة في التحقيق عن الفضائح التي هزت أركان الكرة الإيطالية آنذاك بأنها استمعت فقط لقرابة 40 مكالمة فقط من أصل 140، سيتم اللجوء إليها تدريجيا بدءا من 13 إبريل الجاري، وهو موعد الجلسة المقبلة للتحقيق في تلك القضايا التي مر عليها أربع سنوات ولم تنته بعد. وتوجه أصابع الاتهام الآن إلى إنتر ميلان بطل الدوري في المواسم الأربعة الماضية؛ كونه الوحيد بين فرق القمة الذي لم تصدر بحقه أي عقوبة وخرج بريئا من جميع التهم التي نسبت إليه؛ فما كان من مسؤولي النادي إلا أن أطلقوا على أنفسهم لقب (شرفاء إيطاليا). واتهم باولو بيرجامو رئيس لجنة الحكام في مداخلة مع قناة (راي) المحلية المحكمة بإخفاء الاتصال الذي أجراه معه فاكيتي رئيس الإنتر السابق، على الرغم من أن المكالمة أتت بعد دقائق معدودة من المكالمة الأخرى التي أجراها لوتشيانو موجي مدير الكرة السابق في يوفنتوس وأوقف بسببها عن العمل في المجال الرياضي خمس سنوات، وأوضح أن كلا الرجلين طلب منه اختيار حكام بكفاءة عالية لمباريات فرقهما، رافضا الحديث عن تفاصيل أخرى. وفجّر بيرجامو مفاجأة من العيار الثقيل بتأكيده أن موجي طلب منه في 2004 تعيين حكام ضد يوفنتوس لكي يسقط الفريق لعدم اقتناعه بمونتيزيمولو رئيس النادي في ذلك الوقت، وأراد أن تلعب النتائج السلبية في عهده دورا في تنحيه عن منصبه بضغوط كان سيفرضها عليه لاحقا بمساعدة الجماهير. ومن جهته قال محامي موجي إن موراتي ومسؤولي نادي الإنتر لن يجدوا أعذارا جديدة بسبب كثرة الأدلة التي ستدينهم عند استكمال التحقيقات مجددا، وأضاف: “في 13 إبريل ستتغير معالم كرة القدم، وسيعاني الاتحاد الإيطالي كثيرا؛ لأنه سيشاهد الإنتر يقع تحت طائلة القانون بسبب تلاعبه في النتائج وعدم نزاهة البطولات التي حققها في الأعوام الأخيرة”. وعلى الرغم من المحاولات الحثيثة من قبل مسؤولي بعض الأندية الإيطالية في إسقاط الإنتر إلا أن جميع المكالمات التي كشفتها وسائل الإعلام لم يكن بها دليل صريح على تورط النادي في رشوة الحكام أو تلاعبه في النتائج، بما في ذلك المكالمات الأخيرة التي كان أبرز ما جاء فيها من فاكيتي: “سأقطع رأس الحكم إذا خسرنا”، وهي إشارة منه إلى عدم رضاه عن الطاقم الذي تم تعيينه لمباراة فريقه أمام ليفورنو في كأس إيطاليا عام 2005.