اتفق زائرو مهرجان الجنادرية في دورته ال25 من أبناء السعودية والجاليات المقيمة على تميز فعالياتها التي تتواصل الأسبوع الجاري، وطرح بعضهم رؤى مختلفة للمهرجان في دورته المقبلة بهدف تعظيم المتعة من المهرجان الذي عكس خصوصية الثقافة السعودية وتفردها، وأبدى عدد من الزائرين التقتهم “شمس” أمس انبهارهم بالعدد الضخم من ضيوف المهرجان وتنوع فعالياته وتناسبها مع كافة الشرائح العمرية، بالإضافة إلى حرص كثير من كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة على حضور المهرجان لمشاهدة ماضي الآباء والأجداد والاستمتاع بمشاهدة حرف وأماكن ضمتها الجنادرية لتكون بين أيديهم؛ حيث بلغ عدد الزوار أمس الأول 320 ألف زائر وزائرة. مهرجان عبقري ولأنه زار الجنادرية للمرة الأولى يشير المواطن عبدالله الجماز إلى أن أهم ما أبهره في المهرجان وشد انتباهه واقع الجنادرية على الأرض فما كان يشاهده في برامج التلفزة والصحف والمجلات عن المهرجان لم يرتق إلى وصف عبقرية المهرجان؛ فربما لأن الجمال يدركه المتأمل أكثر مما يقرؤه أو يشاهده في وسائط إعلامية؛ حيث التراث الأنيق والمعاصرة الراقية، ويقول أبهرني كثيرا إبداعات الحرفيين التي كانت في غاية الدقة. في حين يقول عبدالرحمن أبو عبدالله إنه عايش الوطن بداخله خلال زيارته الجنادرية ولمس جديدا في كل الأجنحة تقريبا مقارنة بالدورات السابقة، داعيا الله تعالى أن يوفق القائمين على المهرجان في تقديم كل ما هو ممتع للمواطن السعودي، ويقول نواف السلولي في الصف الخامس الابتدائي إنه يحضر الجنادرية للمرة الأولى وإنه استمتع كثيرا بالزيارة. تعميم التجربة وبالاقتراب من الرؤى النسائية للمهرجان تؤكد أم حسين من المجمعة أنها تحرص على زيارة مهرجان الجنادرية منذ دورته الأولى قبل 25 عاما، وفي كل مرة تلمس تغييرا إلى الأفضل خاصة فيما يتعلق بعرض مفردات التراث الوطني. بينما تقول أحلام محمد التي جاءت من الكويت فقط من أجل الجنادرية إنها لا تستطيع وصف مشاعرها وهي ترى السعودية حاضرا مشرقا وتراثا عريقا من خلال ذلك المهرجان الوحيد على مستوى الخليج، داعية دول مجلس التعاون إلى إنشاء مهرجانات وطنية للتراث بكل دولة؛ أسوة بما هو حاصل على أرض الجنادرية. وتعترف نورة (مقيمة قطرية في السعودية منذ أكثر من عام) بأن الجنادرية تمثل حالة فريدة من نوعها، وطالبت هي الأخرى بأن تستفيد دول الخليج التي تتمتع بماض عريق وتنظم مهرجانات أشبه بالجنادرية لتعم الفائدة الجميع. وأشارت كريستينا، وهي زائرة من السويد، إلى أن الجنادرية تمثل تظاهرة تراثية فريدة من نوعها، وتضيف: “عرفت من خلالها أن السعودية بلد مضياف، ويمتاز بالطيبة والكرم والروح العالية، ولم يخطر في بالي أن هذا البلد يتمتع بتراث ضخم جدا كهذا، ودور الإعلام كبير لإظهار كل هذا الجمال”. تاريخ واقعي وبالنسبة إلى معلمة التاريخ بإحدى المدارس المتوسطة (سارة الفهيد) وما لمسته على الأرض وما قرأته في كتب التاريخ عن تراث السعودية فتقول إن المهرجان أضاف إليها الكثير من خلال دراستها للتاريخ وصارت تلامس التاريخ ليس على الورق فقط، في حين تقول الإعلامية روينة هاشم التي قدمت من المدينةالمنورة لزيارة المهرجان إنها شاهدت “بانوراما” عربية رائعة جمعت تراث الماضي والحاضر العريق، واصفة مهرجان الجنادرية بأنه أصبح يمثل قاعدة عالمية لما يقدمه من فعاليات ثقافية وأدبية ويبرز الصورة الحقيقية للسعودية في مختلف الجوانب الثقافية والتاريخية؛ حيث ضم الأسواق الشعبية والحرفية والعروض الشعبية الرائعة التي تحظى بإعجاب الزائرين، فصار الإقبال يتزايد يوما بعد يوم. وتشير براءة جمال طالبة في المرحلة المتوسطة إلى أنها تحضر كثيرا مع صديقاتها للاستمتاع بأجواء المهرجان، وكانت سعادتها أكبر بفعاليات اللجنة النسائية في المهرجان التي كان من بينها ورش تدريبية تحت شعار (تدربي من أجل تراثك) تدرب الفتيات على أعمال مفيدة وتحمي النساء فيما بعد من هموم البطالة والفقر.