تلبدت سماء الرياض بعاصفة ترابية كانت بوادرها بدأت منذ يومين، لكن ثقلها الرئيسي أخذ يغطي الرياض بدءا من ساعات صباح أمس ولم تتشتت إلا قرب مغيب الشمس. وانخفض مدى الرؤية وزادت أعداد مراجعي المستشفيات، كما حدثت تلبكات مرورية في أنحاء من المدينة، حاولت إدارة المرور فكها بإرسال نحو 120 دورية مرورية. وأوضح حسين محمد المدير العام للإعلام في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أن الأجواء بدأت تتأثر بالغبار منذ أمس الأول، وسيستمر الأثر حتى غد، بمرور المنخفض الجوي الحركي المصحوب بجبهة هوائية باردة. وأن ذلك هو السبب في نشاط الرياح السطحية التي تصل سرعتها إلى 55 كيلومترا في الساعة والتي أثارت الأتربة والغبار في المناطق المفتوحة شمال وغرب البلاد حتى تبوك والجوف وحائل والحدود الشمالية وأجزاء من منطقتي المدينةالمنورةومكةالمكرمة، وامتد تأثيره إلى مناطق القصيموالرياض والمنطقة الشرقية. وقال مدير الإعلام: “تستمر الفرصة لهطول أمطار قد تكون رعدية على مناطق الشمال، وتمتد لتشمل أجزاء من الغرب، خصوصا المناطق الواقعة بين الوجه وينبع، وكذلك أجزاء من منطقتي مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة، في حين تنشط الرياح السطحية على مناطق شمال ووسط وغرب السعودية مثيرة للأتربة والغبار قد تتحول إلى عواصف ترابية، خصوصا على المناطق الواقعة بين حائل والقصيم ورفحا وحفرالباطن، وتحد من مدى الرؤية الأفقية؛ حيث تصل أقل من كيلومتر واحد. كذلك لا يستبعد تكون السحب الركامية الممطرة في فترة ما بعد الظهيرة على مرتفعات الباحة وعسير والطائف. من جانبه أوضح الرائد إبراهيم أبو شرارة رئيس مركز القيادة والتحكم في مرور منطقة الرياض أن سوء الأحوال الجوية ومدى الرؤية غير الواضحة لم يسهما في رفع أعداد الحوادث المرورية في مدينة الرياض أمس، مضيفا أن مدى الرؤية المنخفض أسهم في تكوين زحام في بعض الطرق الرئيسية في مدينة الرياض. وأوضح أبو شرارة أن مرور الرياض أوجد القوة الميدانية بنسبة 100 في المئة، إضافة إلى تدعيمها بفرق إضافية بوجود 120 دورية للسير في المدينة وفك الزحام والإختناقات المرورية، مشيراً إلى معدل الحوادث المرورية المسجلة من الرابعة وحتى السادسة والنصف ارتفع حيث سجل 95 حادثا، وتلقى مركز السيطرة والتحكم 770 بلاغا. من جهته ذكر الدكتور أسعد دمياطي مدير مستشفى الملك سعود للأمراض الصدرية أن أقسام المستشفى شهدت مساء أمس ارتفاعا ملحوظا من قبل المرضى المراجعين نتيجة وجود الغبار في الأجواء، خصوصا المصابين بأمراض الربو وحساسية الصدر، مضيفا أنه تم تزويد أطقم الطوارئ العامة والعيادات المختصة تحسبا للطوارئ، وقال: “تم إعلان حالة الطوارئ في المستشفى”. وأكد مصدر في إدارة مطار الملك خالد الدولي لشمس” أن الحركة الجوية لم تتأثر في القدوم والمغادرة بموجة الغبار التي اجتاحت الرياض صباح أمس، مضيفا أنه تم رفع الإجراءات الاحترازية من خلال تقوية إضاءة المدرجات إلى أعلى درجاتها وكذلك مسارات البوابات؛ ليتم التعرف عليها من قبل الطيارين وقال: “لم تؤجل أي رحلات مغادرة أو قادمة أمس بسبب الأتربة العالقة في الأجواء، وكانت جميع الرحلات غادرت وهبطت في موعدها المحدد مسبقا”.