عندما تشعر بأن دراجة نارية تطاردك، فتأكد أنك أصبحت هدفا، وأن ما في يدك قد يكون في يد غيرك في غضون ثوان، وغيرك هذا ما هو إلا لص محترف يمتاز بالذكاء أحيانا والسرعة في أحيان كثيرة؛ ومن ثم تصعب ملاحقته أو تحديد موقعه.. وهؤلاء اللصوص انتشروا بشكل كبير في الشوارع والطرقات يستهدفون النساء ويخطفون ما خف وزنه وغلا ثمنه، يهتمون كثيرا بالحقائب اليدوية وما تحويه من محافظ وهواتف ومصوغات وغيرها. تقول (خ. م): «ذهبت في إحدى المرات إلى سوق تجارية، وبينما كنت أقف بجوار السوق إذا بشخصين يقودان دراجة نارية، يمران بجانبي ويمد أحدهما يده إلى حقيبتي ويختطفها بسرعة البرق، وكان بداخلها هاتفي وجميع أغراضي الشخصية»، وأوضحت أن سارقي الحقائب يتمتعون بخفة اليد والسرعة في تنفيذ الجريمة، ومن ثم الاختفاء والتواري عن الأنظار. ويسرد محمود قصتة مع خطف هاتفه المحمول من أحد الأشخاص، فيقول: «بينما كنت أتحدث في أحد الطرق العامة مع صديق، فاجأني شخص يستقل دراجة نارية وانتزع هاتفي من يدي وفرّ سريعا، وعندما اتصلت بالرقم وجدته مغلقا فتأكدت أنه ذهب إلى غير رجعة»، لافتا إلى أن سرقة الجوالات والحقائب النسائية مشكلة تؤرق الكثيرين خصوصا في الأماكن العامة أو الأسواق التجارية. وتوضح (ل. ع): «ذات مرة كنت واقفة أمام أحد محال بيع الأواني المنزلية في أحد الشوارع، وكنت أتحدث مع أخي بالهاتف الجوال لكي يحضر وينقلني أنا وعائلتي إلى البيت، وذلك بعد أن انتهيت من شراء بعض مستلزمات المنزل، فإذا بجوالي يخطف من يدي، فالتفت فإذا بدراجة نارية تنطلق بعيدا ويستقلها شابان؛ حيث خطف الراكب الخلفي الجوال مني وصرخت واستنجدت بالمارة لكي يلحقوا بهما لكن دون جدوى؛ لأن الدراجة النارية كانت تسير بسرعة جنونية ولم نتمكن من القبض على السارقين أو تحديد هويتيهما». ويؤكد محمد العتيبي أن السارق لا يعي ولا يقدر وقع وأثر فعلته على المسروق سواء خطف منه جوالا أو حقيبة نسائية أو غيرهما، فلو أدرك ذلك لما قام بفعلته من الأساس، بل لتراجع عن القيام بهذا العمل الشائن». من جانبه، أوضح الرائد عبدالمحسن الميمان الناطق الإعلامي بشرطة العاصمة المقدسة أن أعداد بلاغات السرقات في هذا الخصوص متزايدة، وأوضح أنه غالبا ما يتم التوصل إلى اللصوص من خلال البحث والتحري مع معرفة مكان وقوع الحادثة، وفي كثير من الأحيان يتم القبض عليهم ويحالون إلى هيئة التحقيق والادعاء العام بحكم الاختصاص. ويؤكد الشيخ طنف بن محمد الدعجاني رئيس محكمة تربة العامة أن الأحكام التي تصدر على أمثال هؤلاء هي أحكام تعزيرية تتراوح بين السجن والجلد.