بعد ابتعاد جيل العمالقة من الشعراء الذين ارتبطوا بتوأمة كبيرة مع نجوم الأغنية السعودية، وقلة حرصهم على النشاط الفني، ظهرت فجوة في الساحة الغنائية تسببت في انحصار كلمات الأغاني على مجموعة من الشعراء لا يتعدون أصابع اليد الواحدة، وأصبح تكرار جوهر الكلمات سمة بارزة بين هؤلاء الشعراء، إلا أن ظهور الشاعر ساري وعودته مجددا بعد غياب أعاد للساحة الغنائية هيبتها ورونقها، من خلال كلماته (السهل الممتنع)، ذات العمق والمضمون، والتي تتوافق مع الجملة اللحنية، وتجد صدى طربيا في أذن المتلقي، ولو أخذنا ألبومات الفنانين في الفترة الأخيرة، لوجدنا أن الشاعر ساري هو الرقم الصعب، وصاحب البصمة التي تملك الفرق للألبوم، ولو أخذنا أغنية الفنان علي بن محمد خبرت الوقت والدنيا وانا توي ولد مغرور صغير السن غض العود تو مابلغ مدي قريت التجربة مرات وحرف التجربة مبتور حسبت التجربة تلقين وأثر التجربة عندي وتجلى حضور الشاعر ساري من خلال قصيدة (نور عيني) التي حملت اسم ألبوم الفنان راشد الماجد، واستطاعت أن تعيد السندباد للزمن الجميل للأغنية ذات الكلمات التي تحمل أبعادا كبيرة، وأيضا حضوره في أكثر من أغنية في ألبوم الفنان راشد الفارس منها أغنية الألبوم (شي ثاني) وأغنية (يافتان)، وآخر التعاونات الغنائية للاسم الأبرز في ساحة الكلمة في الفترة الحالية كان الدويتو الذي جمع الفنانة يارا بالفنان راشد الماجد في (الموعد الضائع)، وحقق نجاحا كبيرا، يبين أن الشاعر لم ينتهِ دوره عند الكلمات فحسب، بل حتى يرسم الخطوط العريضة لتنفيذ العمل، والمتابع لمرحلة ما بعد العودة من الانقطاع يكتشف أن غيبة (ساري) ماهي إلا فترة كانت بمثابة استراحة لشاعر عاد بغزارة كبيرة، وما لا يعرفه الجمهور الشاب المتابع للأغنية أن ساري سبق أن غنى له الفنان طلال مداح في أكثر من نص في منتصف الثمانينيات الميلادية، وارتبط في تلك الفترة بألحان سامي إحسان. ومن المتوقع في الأيام المقبلة أن تلتقي كلماته عددا من الحناجر في الوطن العربي، خاصة أن الوسط الفني بحاجة إلى أكثر من (ساري) حتى يتم الارتقاء بذائقة جمهور الأغنية.