أكد الدكتور ناصر بن سليمان العمر، أن المجتمع في حاجة إلى الحوار مع الأبناء (بنين وبنات)، خاصة في ظل هذه المتغيرات واللجوء إلى قوة الإقناع بدلا من القوة الحسية، فما لم يكن الأبناء أقوياء من الداخل، وعندهم من القناعات الثابتة المبنية على العقل الصريح والنقل الصحيح ما يكفي ليحصنهم من الزلل، وليقنعوا غيرهم بالصواب، تأثروا هم واقتنعوا بكل ما يعرض عليهم، وأن يستجيب الأبناء لآبائهم وهم مقتنعون بما يطلب منهم أولى من أن يفعلوا ذلك كارهين، ذلك أنهم قد يستجيبوا صغارا، ثم يتمردوا كبارا. وأضاف: “من أعظم الأمثلة التي ضربها القرآن الكريم في هذا الباب ما كان من حوار إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، يوم رأى إبراهيم أنه يذبح ولده، فرؤيا الأنبياء حق، وحاشا لإسماعيل عليه السلام أن يعترض على أمر الله، وعلى الرغم من ذلك قال له إبراهيم متوددا متلطفا: (يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى)، فجاء جواب الابن بما هو أهله: (قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ). وبيَّن العمر، أن اتخاذ هذا الأسلوب من قبل الآباء وسيلة للتربية لا يعني أن يستجيب الأبناء لهذا الأسلوب دوما وأبدا، فنحن علينا السعي وبذل الجهد والتوكل على الله، أما التوفيق في الحوار والإقناع فشيء آخر ليس بأيدينا، ولا أدل على ذلك من حوار نوح عليه السلام مع ابنه.