بعد 120 ساعة عاشها مشعر منى أو كما يحلو للبعض تسميتها مدينة الأيام الخمسة سيعود مساء اليوم إلى الهدوء والسكينة في شوارعه وخيامه. تخلو منى مساء اليوم إلا من عمال النظافة الذين سينهمكون في جمع أكوام المخلفات التي تركها الحجاج بعد رحيلهم عنها، إلى جانب عمال المؤسسات الذين سيجمعون بقايا متاعهم من مخيماتهم، فيما تطفأ أنوار المدينة الزاهية بعد بضعة أيام بعد أن ملأت سماء مكة بالضوء طوال الأيام الخمسة الماضية انتظارا لعودة الحياة إليها مرة أخرى بعد 360 يوما من الآن. ساعات معدودة يغادر الحجاج منى عائدين إلى بلادهم بعد أن غمرتهم السعادة في رحلة العمر وعاشوا ذكريات لن تنسى في هذه الأماكن. يقول أحد عمال النظافة “عبدالحفيظ لشمس” إنه عاش مع الحجيج طولة الأيام الخمسة لحظات جميلة، وكان يؤدي عمله في سعادة غامرة وانشراح هائل رغم العناء والتعب الذي يصاحب عملهم. أما عمال الحملات الذين كانوا منهمكين في نقل العفش، فقد بدت على وجوههم علامات الحزن وهم يجمعون الأمتعة والعفش من المخيمات، حيث يقول العامل المصري مصطفى إنه عاش في منى أياما لن ينساها رغم الضجيج والزحام والعمل المتعب إلا أن هذا كله له لذة، على حد قوله، مؤكدا أنهم لن يتركوا العمل في هذه البقاع المقدسة خدمة لحجاج بيت الله الحرام وضيوف الرحمن.