شكلت زيارات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للدول العربية والإسلامية والصديقة رافدا آخر من روافد اتزان السياسة الخارجية للسعودية وحرصها على السلام والأمن الدوليين، كما شكلت حلقة من حلقات تعزيز التعاون الاستراتيجي البناء والعلاقات الوثيقة والمميزة التي تربط السعودية بتلك في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية والتقنية وبما ينعكس إيجابيا على مصالح الشعب السعودي وزيادة التفاهم والتقارب مع شعوب هذه الدول وتبادل المنافع معها. وأسفرت الزيارات عن نتائج مثمرة لمصلحة الاقتصاد الوطني كما فتحت آفاقا واعدة أمام رجال الأعمال والمستثمرين السعوديين، بما يشكل المزيد من القوة والتطور للاقتصاد السعودي وانفتاحه الفاعل على الاقتصادات العالمية، فضلا عن تعزيز الروابط الاقتصادية مع الدول العربية. فقد زار عددا من الدول الشقيقة، وأجرى محادثات مطولة مع القادة والمسؤولين في تلك الدول استهدفت وحدة الأمة العربية، إضافة إلى دعم علاقات السعودية بما يخدم مصالح شعب السعودية وشعب كل دولة من تلك الدول. وكان الملك عبدالله استهل زياراته الخارجية بعد توليه مقاليد الحكم بزيارة إلى الصين تلبية لدعوة تلقاها من الرئيس الصيني هو جينتاو، وتوجت الزيارة بتوقيع خمس اتفاقيات بين السعودية والصين. أما أبرز الزيارات بعد ذلك فتمثلت في زيارة إلى تركيا في رجب 1427ه التقى خلالها الرئيس التركي آنذاك أحمد نجدت سزار، وتم التوقيع على ست اتفاقيات بين السعودية وتركيا شملت مذكرة تفاهم بشأن المشاورات السياسية الثنائية بين وزارتي الخارجية في البلدين. وفي جمادى الآخرة 1428ه زار خادم الحرمين إسبانيا وبحث سبل تطوير العلاقات الثنائية وتعزيزها بين البلدين الصديقين في مختلف المجالات، إضافة إلى بحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، خصوصا القضية الفلسطينية. كما التقى في الشهر ذاته الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي على ضوء زيارة رسمية قام بها إلى فرنسا تلبية لدعوة تلقاها، وتركزت المباحثات على سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وتعزيزها في المجالات كافة. بعدها زار الأردن تلبية للدعوة التي تلقاها من الملك عبدالله الثاني، ودشن الزعيمان خلالها مدينة خادم الحرمين الشريفين السكنية التي أعلن عن إنشائها تقديرا من ملك الأردن للمواقف النبيلة والدعم المتواصل الذي يقدمه خادم الحرمين للأردن. وتعزيزا للعلاقات الوطيدة التي تجمع السعودية وبريطانيا زار في شوال 1428ه المملكة المتحدة رسميا تلبية لدعوة تلقاها من الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا، وحظيت الزيارة باهتمام كبير؛ لما للسعودية من مكانة مرموقة في العالمين العربي والإسلامي، ولما لبريطانيا من تأثير مباشر في صنع الأحداث العالمية، بعدها قام بزيارة رسمية إلى إيطاليا أسفرت عن التوقيع على اتفاقية للتعاون في مجال الدفاع وأخرى في مكافحة الجريمة. وفي إطار دعوة خادم الحرمين إلى الحوار بين أتباع الديانات السماوية والثقافات والحضارات وقادة الفكر الإنساني رعى الملك عبدالله في رجب 1429ه بحضور الملك خوان كارلوس ملك إسبانيا حفل افتتاح أعمال المؤتمر العالمي للحوار الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي واستضافته إسبانيا في مدريد. وألقى في حفل الافتتاح كلمة عبر فيها عن الرغبة العميقة والصادقة التي تتبناها قيادة السعودية وتنتهجها في سياستها الداخلية والخارجية في حسن التعايش والتعاون بين أمم العالم وشعوبه وحضاراته. وفي ذي القعدة 1429ه وصل الملك إلى نيويورك للمشاركة في اجتماع عالي المستوى للحوار بين أتباع الأديان والثقافات والحضارات الذي عقدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في مقرها بنيويورك بناء على طلب من خادم الحرمين الشريفين لمواصلة الحوار العالمي الذي انطلق من مدريد. كما رأس خادم الحرمين وفد السعودية في اجتماع القمة الاقتصادية لمجموعة ال20 الذي عقد في واشنطن نوفمبر الماضي؛ لبحث تداعيات الأزمة المالية العالمية. كما رأس وفد السعودية إلى القمة الاقتصادية لمجموعة ال20 التي عقدت في لندن إبريل الماضي.