الطبيب حبيب الناس، ودواؤهم وشفاؤهم وبلسم جروحهم، وهو لمسة الأمن، والسلام، والسلامة، والصحة، والسعادة. وعندما يناهض الطبيب مهنته ويفرغها من مضمونها ويحرف رسالته، فإنه يتحول إلى غير ذلك ويجعل المريض أداة ربح وخسارة بين يدي من لاذ إليه ليلقى العلاج. والطبيب عندما يتخلص من شرف المهنة، ومن قدسية الرسالة التي أقسم على ألا يخونها، ويصونها بصدق، وإخلاص وإيمان ثابت، بحيث يحافظ على ما درس من أجله، ويتحول هذا الكائن النبيل إلى كيان مستخف بأصول المهنة، ومجحف بحق المؤسسة التي أعطته الثقة، نشعر بالأسى والخوف على ضمير هذه المهنة النبيلة، كما نشعر بالأسف عندما نسمع أن الإنسانية انعدمت في هؤلاء، كما هو الحال عندما قامت مديرية الشؤون الصحية بالمدينة المنورة مشكورة بحملة تفتيش على المستشفيات والمستوصفات فوجدت أطباء غير مرخصين، وممرضات غير مرخصات، والقيام بعمليات أو إجراءات طبية غير مشمولة بالترخيص. وهناك قضايا أخرى منها ما حدث في مستشفى عرعر بمنطقة الحدود الشمالية، عندما حدثت وفاة لسيدة سعودية تبلغ من العمر 25 عاما بسبب نزيف استمر أربع ساعات، وفيها اتهم زوجها الطبيب المناوب بالإهمال، وحادثة أخرى عندما نسي طبيب مقصا داخل بطن مريضة، إضافة إلى العديد من التصرفات التي تخالف أخلاقيات هذه المهنة، ومنها إعطاء مخدر لمرضى دون روشتة طبية، وتحرير شهادة مزورة لمراجعين مقابل الربح المادي، وهذه دون شك مخالفة صريحة وصارخة لميثاق الشرف لمهنة من أرق المهن وأسماها وأصفاها. ومن هنا نتمنى أن يكون العقاب الذي يقع على من يحدث أي مخالفة طبية، موازيا للجرم الذي ارتكبه، ودرسا وموعظة لمن يريد أن يتعظ.