حققت دارة الملك عبدالعزيز العديد من الإنجازات في ظل الأهداف التي أنشئت من أجلها؛ حيث تضم ضمن محتوياتها العلمية أكثر من أربعة ملايين وثيقة محلية وعربية، إضافة إلى عشرات الآلاف من الوثائق العثمانية والأمريكية والبريطانية والفرنسية والهولندية والألمانية والهندية والروسية والإيطالية. كما تضم ثلاثة آلاف مخطوط أصلي محلي، فيما يضم مركز أرشيف الصور والأفلام التاريخية بالدارة 68 ألف صورة فوتوغرافية و720 شريط فيديو و1613 شريطا صوتيا توثق لأحداث وشخصيات وأماكن في تاريخ السعودية والجزيرة العربية. وأنجزت الدارة تسجيل أكثر من خمسة آلاف لقاء مدخلة في مركز التاريخ الشفوي مع كبار السن والمعمرين عن ذكرياتهم في حياتهم وحياة مجتمعهم عبر مشروع كبير شملهم على مستوى السعودية، كما تقدم الدارة جائزة ومنحة الأمير سلمان بن عبدالعزيز لدراسات تاريخ الجزيرة العربية لتحفيز المؤرخين والباحثين والمهتمين بمجالات التاريخ والجغرافيا والآثار من الرواد والمخضرمين والشباب من داخل السعودية وتقديرهم، وتقيم سلسلة من الندوات الملكية عن تاريخ الملوك من أبناء الملك عبدالعزيز، طيب الله ثراه. وتضطلع الدارة منذ تأسيسها عام 1392ه بتطبيق أهداف علمية عدة لتحقيق استراتيجيتها الشاملة في خدمة تاريخ السعودية بصفة خاصة وتاريخ الجزيرة العربية والتاريخ العربي الإسلامي بصفة عامة. وتنظم الدارة خلال العام المقبل الندوة الثالثة في هذه السلسلة عن تاريخ الملك خالد بن عبدالعزيز، رحمه الله، كما تهتم بإنشاء مشروعات علمية بمشاركة أكاديميين متخصصين تخدم الجوانب التاريخية في المجالات المختلفة وتشرف عليها، فمن المشروعات المنجزة مشروع توثيق المصادر التاريخية؛ حيث جاب هذا المشروع مناطق المملكة خلال خمس سنوات، كما تتابع الدارة إنجاز مشروعات أخرى من أهمها موسوعة الحج والحرمين الشريفين ومشروع الأطلس التاريخي للسيرة النبوية، ويعد الإشراف على مركز تاريخ مكةالمكرمة والمدينة المنورة أحدث مهمات الدارة. وأنشأت الدارة مركزا لخدمة الباحثات من داخل المملكة وخارجها في مجالات اهتمامات الدارة؛ وذلك لإتاحة الفرصة أمام جميع الباحثات وعضوات هيئة التدريس والمهتمات للوصول إلى مصادر المعلومات التاريخية بالدارة بكل يسر. وتضم دارة الملك عبدالعزيز مركزا خاصا لترميم وصيانة الوثائق والمخطوطات والمواد التاريخية يقدم خدماته الفنية للمصادر والمواد التاريخية في أماكنها ويرتبط بتعاون مع عدد من الأجهزة الحكومية والأهلية والمكتبات الخاصة لترميم وتعقيم سجلاتها وأوراقها وكتبها في دور آخر للدارة لخدمة الثروة التاريخية وتنمية الاهتمام بها كثروة وطنية وعلمية. يشار إلى أن تأسيس الدارة جاء وفاء بحق المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه على أمته وشعبه وتقديرا لإنجازه في توحيد المملكة العربية السعودية وتأسيسها، كما ألقى عليها مسؤولية استظهار القيم الحضارية والإنسانية في هذا التأسيس الحديث لدولة حضارية على أسس إسلامية ثابتة.