اشتبك آلاف الأشخاص مع الشرطة أمس بعد أن أثار فوز محمود أحمدي نجاد المتنازع عليه في انتخابات الرئاسة أكبر احتجاجات في طهران منذ الثورة الإيرانية في عام 1979. وحث الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي جميع الإيرانيين على احترام فوز أحمدي نجاد في انتخابات الرئاسة التي وصفها أقرب منافسيه بأنها “تمثيلية خطيرة”. وجاء فوز أحمدي نجاد مخالفا للتوقعات بأن السباق الرئاسي سيحتاج على الأقل إلى جولة إعادة وفوزه لن يفيد على الأرجح في إنهاء مواجهة مع الغرب بشأن برنامج إيران النووي. ونزل نحو ثلاثة آلاف من مؤيدي موسوي إلى الشوارع. وفي أحد الأماكن ردد البعض عبارة “ماذا حدث لأصواتنا؟” وردد آخرون شعارات مناهضة لأحمدي نجاد وتسببوا في إصابة حركة المرور بالشلل التام. ورددوا عبارات “نحن إيرانيون أيضا” و”موسوي هو رئيسنا”. وحتى قبل ساعات قليلة من إعلان النتيجة النهائية لانتخابات الرئاسة الإيرانية لم يعرف على وجه التحديد أي المتنافسين كان الأقرب إلى الفوز؛ فقد أعلن أنصار نجاد، وكذلك موسوي، فوزهم الكاسح في الانتخابات، حتى قبل الإعلان الرسمي للنتائج. الآن لم يعد هناك شك، حتى مع اتهامات بالغش أطلقها مير حسين موسوي المرشح الأقوى ورئيس الوزراء السابق، بأن أحمدي نجاد سيكون رئيسا لإيران فترة أخرى بحصوله على 65 في المئة من أصوات الناخبين بحسب إعلان وزير الداخلية الإيراني صادق محصولي الذي أكد أن الرئيس الحالي حصد 24.5 مليون صوت وحقق لنفسه الأغلبية المطلقة بنسبة 62 في المئة. وأضاف أن المنافس الرئيسي لنجاد وهو مير حسين موسوي حصد 33.7 في المئة من الأصوات أى ما يعادل 13.2 مليون صوت. وأعلنت وزارة الداخلية الإيرانية أمس إعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد بحصوله على 65 في المئة من الأصوات؛ ما أدى إلى اتهامات. وكان رئيس الوزراء السابق موسوي المتحدي الرئيسي لنجاد قد أعلن فوزه بعد مرور وقت قصير على إغلاق مراكز الاقتراع أمس، وزعم في وقت لاحق أنه كانت هناك مخالفات واسعة النطاق. وقال موسوي في بيان نشر في موقعه على شبكة الإنترنت: “الإيرانيون يعلمون جيدا من الشخص الذي صوتوا له، ولن يقبلوا فرز الأصوات الوهمية على شاشات التليفزيون، ولن يتبعوا أولئك الذين تولوا السلطة من خلال الغش والخداع”. ويتهم كل من موسوي وكروبي وزارة الداخلية بالغش في العملية الانتخابية والإدلاء بالأصوات. وأعلن التليفزيون الرسمي الإيراني أن المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي سيوجه في وقت لاحق “رسالة مهمة”. من ناحية أخرى أعلنت قيادة التنظيمات الاجتماعية التابعة لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة داخل إيران في بيان أصدرته اليوم أن ملايين الإيرانيين المسجلين في جداول الانتخابات قاطعوا تلك الانتخابات، وأن حكومة الملالي لم تقبل بأي إشراف دولي على ما وصفه البيان بمهزلة الانتخابات. ونقل البيان عن السيدة مريم رجوي زعيمة منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة قولها: “إن إعادة تعيين أحمدي نجاد للرئاسة يمثل قفزة في إجراءات قمع المعارضين من جانب النظام الإيراني ودعما للجهود الرامية إلى إنتاج الأسلحة النووية وتصدير الإرهاب والتطرف وإلى مزيد من التدخل في العراق وتأجيج الأوضاع بما يؤدي إلى تفجر حرب في المنطقة”.