لم يكن الفريدي أول لاعب يصاب، ولن يكون الأخير في ملاعبنا الرياضية..؟؟ لكن حينما ترى هذه البكائيات المستمرة من قبل الإعلام الهلالي على إصابة الفريدي.. تشعر بالأسف للحال الذي وصل إليه الوسط الرياضي لدينا. ويخيل إليك أن ريان بلال ما هو إلا تفاريس الذي هشَّم وجه المغنم لاعب الاتفاق حينما داس عليه بالحذاء، دون أن تتخذ حتى لجنة الانضباط أي قرار تجاهه. أو يتبادر إلى ذهنك أن ريان بلال ما هو إلا خالد عزيز الذي انقضّ على نايف هزازي في مكان حساس من جسمه، كاد أن يقضي على مستقبله بالكامل. مشكلة الإعلام لدينا أنه إعلام انتقائي.. ينتقي الخطأ الذي يراه مناسبا له.. ثم يقوم بتسليط الضوء عليه ويتجاهل الخطأ المماثل أو حتى الأكبر منه.. كما حدث مع الكوع الذي قام به رادوي تجاه الموينع، وأغفلته لجنة الانضباط كالعادة. والمشكلة الأكبر أن لجنة الانضباط أصبحت أيضا انتقائية بحسب ما يثيره الإعلام لدينا.. فالصقور تم إيقافه؛ لأنه شد شعر الصويلح وضربة كوع رادوي لا يتم النظر فيها. الإصابات جزء من عالم الكرة، ويجب أن نؤمن بها، ولعل أكثر نادٍ تأثر من الإصابات هذا الموسم هو النصر، الذي تعرض فيه عدد من نجومه لإصابات بالغة، ومع ذلك لم نرَ مثل هذه البكائيات من إدارته أو حتى الاهتمام بحال لاعبيه من قبل الإعلام. فمصعب العتيبي أصيب بكسر مضاعف أمام الأهلي في نهائي كأس الاتحاد لدرجة الشباب، وعبدالعزيز الذيابي أصيب بكسر مضاعف أمام الشباب في درجة الناشئين، وسعد الحارثي أصيب بالرباط الصليبي من حسن معاذ.. وعلاء الكويكبي أصيب بالرباط الصليبي أمام الوطني.. وكلها إصابات بالغة ومؤثرة جعلت النصر يفقد نجومه الأربعة حتى نهاية الموسم.. ومع ذلك لم يخرج رئيس النصر ليقول: “لا تصيبوا لاعبينا.. ثم تأتوا إلى المستشفى لزيارتهم”. بل تعاملت إدارة النصر بكل مثالية واحترافية واعتبرت الإصابات قضاءً وقدرا.. ليس فيها أي دوافع لسوء النية أو تعمد الإيذاء. ريان بلال لاعب خلوق جدا، ولم يتعمد إصابة زميله الفريدي أبدا.. كما هو حال ناصر الشمراني، الذي لم يتعمد إصابة رادوي أيضا.. ويجب أن نرتقي بالطرح قليلا ويكفي انتقاء للحالات والأحداث بحسب الميول والتعصب.