يعد الداعية سلطان الدغيلبي الشهير ب (ابو زقم) احد ابرز الدعاة الشباب المعاصرين. بدأ حياته الدعوية قبل سبعة اعوام واستطاع من خلال أسلوبه المميز أن يحشد خلفه الآلاف من المحبين والمعجبين؛ بسبب لغته البسيطة التي يخاطبهم بها. أصدر ابو زقم الكثير من الاشرطة الصوتية والمرئية قدم من خلالها جزءا من تجربته كما يردد دائما. التقيناه في “شمس” من خلال هذا الحوار الذي اجاب فيه بأريحية كبيرة عن كل الاسئلة التي تتعلق بتجربته الدعوية، كما تطرقنا معه للكثير من الأحاديث التي دارت حول شخصية ابوزقم الداعية وحتى قبل الداعية قدمت نفسك للدعوة بداية من خلال الأشرطة الصوتية. هل ترى أنك مؤهل لتصبح داعية في ذلك الوقت؟ - بلا شك، ورغم انه من الصعوبة أن يتحدث الإنسان عن نفسه لكن ولله الحمد أنا مكثت أكثر من تسع سنوات أطلب العلم وأحفظ المتون العلمية ودرست على يد عدد من المشايخ، ولم أخرج للمجال الدعوي إلا بعد أن طلبت العلم وبعد أن أعطاني المشايخ الضوء الأخضر للدعوة. وأذكر أن الشيخ عبدالله السويلم كان يخصص لي خمس دقائق لأتعلم من خلالها بعد كل محاضرة يلقيها، واحسب ان هناك مجموعة كبيرة من الشباب شاهدون على تميزي ونجاحي. هناك من يرفض طريقتك الدعوية.. بل هناك من يصفها بأنها همجية خاصة عند نهاية المحاضرات. - أحمدُ الله ان هذه الطريقة التي يصفها البعض بأنها همجية اهتدى من خلالها كثير من الشباب، بل هناك كثير من الدعاة اصبحوا يقلدونني فيها، وانا أعتبر أنني سننت سنة حسنة أرجو أن تكون في ميزان حسناتي، ثم إن هذه الطريقة اجتهادية لكني متأكد من شرعيتها ومدى نجاعها وقوة تأثيرها، ولا يهمني تماما حديث أولئك الذين يتحدثون تحت المكيفات وفوق الكراسي ولا هم لهم سوى النقد الجارح للأسف. ما رأيك في بعض العائدين للهداية وتجدهم في اليوم الثاني يقدمون محاضرات ويصدرون اشرطة دعوية؟ - للأسف، إن هذا واقع وأنا حقيقة عندما أرى بعض هؤلاء الشباب أتعجب في داخلي؛ ومصدر تعجبي هو حبهم وتطلعهم للشهرة خاصة انهم لا يملكون أي أداة تؤهلهم ليكونوا دعاة الى الله تعالى، وأنا أنصح هؤلاء ألا يسيئوا لمجتمع الدعوة والدعاة ولا يسيئوا لأنفسهم أولا، وأدعوهم للتوقف عما يقدمونه وأن يراجعوا حساباتهم جيدا حتى يصبح لدعوتهم أثر. كنت في السعودية وانتقلت إلى دولة قطر كداعية، ما سبب هذا الانتقال؟ الحقيقة، جاءني عرض من دولتين وهما البحرين وقطر لكي أبقى فيهما مدة معينة أساعد من خلالها في تقديم برامج دعوية للشباب هناك خاصة بعد النجاحات التي كانت ولا تزال هنا في السعودية، والحقيقة أنني استخرت واستشرت ووجدت أن الدعوة في قطر أكثر مناسبة لي وأنا موجود هناك منذ عام واحد فقط والحمد لله قدمنا هناك برامج دعوية خاصة للمؤسسة التي أعمل بها ولا أزال مستمرا في الدعوة في كل مكان وفي السعودية بالتحديد، لكن ذهابي لقطر محاولة مني لتقديم ما استفدته هنا خاصة ونحن أبناء الخليج نعتبر كتلة واحدة. البعض فسر ذهابك لقطر بوجود مشكلات لك هنا في السعودية. - بالعكس ولله الحمد ولعلمك، الدعاة هنا في السعودية يعتبرونني الداعية المدلل لأن الدولة تحبني وتقدم لي كافة التسهيلات، ومادمتَ تحدثت عن هذا الأمر فدعني أؤكد لك أنني من بين دعاة قلة مثّلوا وزارة الداخلية وقدمت الكثير من المحاضرات للشباب تحت مظلتها، ولا توجد أي مشكلات وإنما رغبة مشتركة بيني وبين الإخوة في قطر لتقديم الفائدة المتبادلة. تعرضت لهجوم عنيف في فترة من الفترات لدرجة ان هناك من وصفك بالداعية (السعو قطري)، مارأيك؟
- يشرفني أن أنتسب إلى السعودية كبلد وكذلك إلى قطر كبلد ونحن في النهاية أبناء بلد واحد كما يقول ذلك قادتنا في الخليج وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين، والكثير ينادي بالتعاون المشترك بين أبناء الخليج، وأنا أرفض هذا التصنيف الذي أعي تماما ماذا يخبئ كاتبوه من ورائه، لكن أؤكد لك هنا أني أفتخر بأنني أنتمي لهذه البلاد المباركة ولا أقبل التشكيك تماما كما لا يقبل أحد التشكيك في انتمائه. بماذا تفسر وجودك أثناء دورة الخليج الاخيرة في دولة عمان؟
- يا أخي أنا ذهبت إلى هناك لأنني أعلم تماما أنني سأجد شبابا يبحث عن الخير فأردت أن أفيده وأقدم له دعوتي في المكان الذي يحب، وبالفعل ذهبت إلى هناك وشاركت في الكثير من الكلمات والمشاركات والتقيت اللاعبين والصحافيين والرياضيين بشكل عام واستفدت من هذه التجربة، وأرجو أن يكون الآخرون أيضا استفادوا. ذهابك إلى هناك جعل بعض المنتمين للدعوة ينتقدون وجودك في كواليس البطولة. - أنا لا يهمني المنتقدون إذا لم يكونوا يستندون إلى ما يقوي حديثهم، يا أخي من هم الرياضيون؟ أليس بينهم أخي واخوك؟ لماذا لا نحاول أن نقترب منهم أكثر وأكثر؟ ولعلمك، الحلقة التي سجلتها في إحدى القنوات الفضائية كانت من اجمل الحلقات التلفزيونية في حياتي وقدمتني بشكل مختلف للناس، وسأعطيك سرا هو أن مشاركتي هذه كشفت أن مجموعة من الدعاة يتابعون الرياضة ولكن يخافون ردة فعل البعض، ولكني أنا أحب الصراحة ولا أخشاها واعلن تماما أنني شخص رياضي وأحب الرياضة. ماذا تقول اخيرا؟ - أولا: أحمد الله عز وجل على نجاح العملية الجراحية التي اجراها الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وأرجو أن يعود إلى أرض الوطن قريبا سالما ومعافى من كل أذى وسوء. وثانيا: أدعو الله عز وجل في هذا اليوم المبارك أن يشفي شيخنا سماحة الوالد الشيخ عبدالله بن جبرين مما ألمّ به وأن يلبسه ثوب الصحة والعافية، وأشكركم في “شمس” على اتاحة هذه الفرصة ودمتم على خير.