يمسك الروائي والكاتب السعودي عبده خال بيد زميله الكاتب والروائي محمد الرطيان ويتبادلان الأحاديث الودية وهما يتجولان بين دور النشر في معرض الرياض للكتاب 2009، قبل أن ينضم إليهما الشاعر ماجد إبراهيم ليدعوهما لفنجان قهوة في أحد المقاهي داخل المعرض، لينطلق الحديث عن المشهد الثقافي المحلي وهموم المثقفين بشكل عام، مثل هذه المشاهد تتكرر كثيرا في هذه التظاهرة الثقافية التي يتهافت إليها الأدباء والمؤلفون وأصحاب دور النشر من كل مكان لتكون هذه المناسبة نقطة التقاء بين الكاتب والناشر والناقد والإعلامي، فضلا عن التواصل مع شريحة كبيرة من الجماهير التي تزور المعرض يوميا.. وربما أن الكاتب يكفيه يوم واحد فقط في المعرض لكي يخلق تصورا عن ردة فعل الجمهور تجاه نتاجه الأدبي من خلال لقائه المباشر بشرائح مختلفة من القراء والمهتمين بالشأن الأدبي. ويشير محمد الرطيان بيده إلى زميله الكاتب هاني الظاهري الذي يقف إلى جانبه خلال حديثه إلى "شمس" معتبرا لقاءه به من الأمور التي أسعدته كثيرا في معرض هذا العام خاصة أن الظاهري هو من قام بتصميم غلاف رواية الرطيان الجديدة "ما تبقى من أوراق محمد الوطبان"، ويتابع الرطيان بالقول: "يسعدني حقا أن التقي في مثل هذه التظاهرات بأصدقاء لم التق بهم من مدة طويلة وهذه من القيم الكبيرة التي يضيفها معرض الكتاب للمثقفين بالتأكيد على اعتبار أنني طوال السنة أقبع في أقصى الشمال وتحديدا في مدينة "رفحاء"، وبالتالي هي مناسبة جميلة أن التقي بأصدقائي؛ فالأصدقاء أهم من الكتب لديّ". وعن هموم المثقف والأديب في معرض الرياض يقول الرطيان: "حلمنا أن يكون سقف السماء هو سقف الحرية في المعرض"، ويشدد الرطيان على أن أحلام المثقفين بارتفاع سقف الحرية أعلى من هذا السقف، ويمضي متحدثا عن المعرض في دورته الجديدة، قائلا: "لا أخفيك أن السنوات الثلاث الأخيرة ظهر فيها المعرض بشكل أفضل عما مضى بكثير ولكن أملنا في أن تزداد مساحة الحرية"، وعن الأمور التي أبهجته في المعرض الجديد، قال: "سلطة المكان غير.. فهو جميل وواسع ومنظم وفيه الكثير من الأمور التنظيمية الجيدة"، وعن إقبال أبناء الشمال للمشهد الثقافي السعودي من خلال كتابة الرواية، قال الرطيان: "المسألة ليست في أبناء الشمال.. هي طفرة.. وعلينا أن ننتظر عشر سنوات فقط لكي يصبح لكل مواطن سعودي رواية!". وحول عمله الروائي الجديد "ما تبقى من أوراق محمد الوطبان"، يقول الرطيان: "الرواية تتحدث عن ضابط أمن تمت زراعته مع الإرهابيين، حيث تأتي فترة يتأزم خلالها نفسيا ويقف حائرا حول تحديد موقفه.. هل يعمل ضد الإرهابيين أم يذهب معهم؟ ليبدأ بكتابة أوراقه أو شبه مذكرات له.. قبل أن يختفي في ظرف ما".