ﺃقيم حفل تكريمي لعبداﷲ جمعة (الرئيس السابق لشركة ﺃرمكو السعودية)، في غرفة الشرقية مساء ﺃول ﺃمس، حضره جمع من الشخصيات يتقدمهم عدد من الأمراء وﺃعضاء مجلس الغرفة والمسؤولين والسفراء الأجانﺐ ورجال الأعمال والمثقفين والإعلاميين، وقدم الحفل الإعلاميان جاسم العثمان، وتركي الدخيل. وقد ﺃضاء الحوار المفتوح عدة جوانﺐ من حياة عبداﷲ جمعة، منها جانبه الرياضي، والشعري، كما لم يخل اللقاء من اسشرافاته لمستقبل الشركة والاقتصاد. وكشف عبداﷲ جمعة في معرض حديثه ﺃنه لم يتوقع يوما ﺃن يصبح رئيسا للشركة؛ كونه لا يحمل مؤهلا هندسيا في شركة هندسية بالكامل، ويديرها مهندسون، مضيفا: "توظفت في البداية كمترجم للغة الإنجليزية، وكانت لي تجربة في إدارة شركة الكهرباء بالمنطقة الشرقية، وعملت على تنظيمها، و عملت بها سبع سنوات، ولكن القناعة ترسخت حينما حصل حريق في معمل الغاز بالجعيمة في 1989 ولم يكن ﺃحد من المديرين موجودا؛ لأنهم في إجازاتهم السنوية، وكنت نائبا لرئيس العلاقات الحكومية، وفي ذلك الوقت كانت (ﺃرامكو) تواجه تحدي توفير الغاز لشركة سابك؛ فكان على عاتقي تحمل المسؤولية، حيث تمكنت وﷲ الحمد من تجاوز الأزمة، وبعد هذه الحادثة شعرت بأنني مرشح لمنصﺐ الرئيس، حيث كنت ﺃتلقى تعليمات وتوجيهات من علي النعيمي وزير البترول الحالي الذي كان حينها رئيسا ل(ﺃرامكو) السعودية". وﺃضاف الجمعة: "الفترة الحالية قد تكون صعبة جدا، من الناحية الاقتصادية والاستثمارية، ولكن المستقبل سيكون مشرقا ومزدهرا، وعلينا جميعا التفكير بطريقة استراتيجية للاستفادة من النمو القادم مستقبلا"، مؤكدا ﺃن هذا الانكماش الاقتصادي لم يسبق له مثيل في حياتنا المعاصرة، وذلك بالنظر إلى حدته واتساع نطاقه، وﺃضاف: "ليؤثر فينا وفي مؤسساتنا إلى حد ما. وﺃعتقد ﺃنه من السابق لأوانه، ﺃن نتكهن بأن الأزمة قد بلغت ذروتها؛ فقد تكون هناك ﺃيام ﺃخرى ﺃكثر صعوبة تنتظرنا، ومع ذلك، ﺃود ﺃن ﺃعرب عن اعتقادي بأن التوقعات على المدى البعيد تحمل مؤشرات ممتازة في حقيقة الأمر، ويمكن ﺃن نتطلع للمستقبل بقدر من التفاؤل والثقة يناقض المناخ الاقتصادي الحالي؛ فالمستقبل بالنسبة ل(ﺃرامكو) السعودية هو بإذن اﷲ مستقبل مشرق، حيث توطد الشركة مكانتها الرائدة في الصناعة، بوصفها المصدر الأكثر موثوقية للطاقة في العالم، وﺃحد دوافع التنمية والتنوع الاقتصادي المستمر في السعودية، وبرغم الانكماش الاقتصادي وما نجم عنه من انخفاض الطلﺐ على النفط، ستواصل الشركة استثماراتها بحكمة وروية في مجال البنية الأساسية والتقنية، وقبل كل ذلك في العنصر البشري، الذي يعد في رﺃيي ﺃكبر ميزة تنافسية تتمتع بها الشركة"، وﺃعرب عبداﷲ جمعة عن ثقته التامةٌ في خالد الفالح الرئيس الجديد للشركة وسائر فريق الإدارة في (ﺃرامكو) السعودية، وﺃوضح: "وستستمر شراكة (ﺃرامكو) السعودية مع القطاع الخاص، وسترتقي إلى ﺃفضل مستوياتها. وكما ﺃخبرت زملائي في الصناعة، فإن هذا الفريق المتميز، إنما يعكس ﺃرفع المستويات في جودة ﺃدائه ودقة تكامله، مع علمي بأنه سيعول كثيرا على دعمكم ودعم شركاتكم ومؤسساتكم، تماما كما كان الحال ﺃثناء قيادتي ل(ﺃرامكو) السعودية"، وعن خضم هذه التقلبات الحالية يضيف الجمعة: "علينا ﺃلا ننسى ﺃن سكان العالم في ازدياد مستمر، وﺃن مستويات المعيشة في العالم النامي آخذة في الارتفاع، وﺃن الانتعاش الاقتصادي وعودة النمو العالمي سيتحققان لا محالة في نهاية المطاف. المستقبل يحمل الكثير من البشائر ليس فقط ل(ﺃرامكو) السعودية، بل لصناعة الطاقة ككل هنا في السعودية وحول العالم، وسيكون له نتائج خير على الدخل الوطني ونمو الاقتصاد السعودي وتوسع ﺃعمال القطاع الخاص. وستشهد العقود المقبلة نموا هائلا في معدلات الاستهلاك العالمي للطاقة، وسيزداد الطلﺐ على النفط والصناعات المرتبطة به لتلبية هذه الزيادة في الاستهلاك، كما ستشهد كذلك تحديات تتمثل في تلبية هذه الاحتياجات من الطاقة بطريقة موائمة للبيئة في ظل مناخ تشغيلي يتسم بالمزيد من التعقيدات". وﺃشار عبداﷲ جمعة إلى ﺃن الطاقة ستكون ﺃحد العناصر الرئيسة في دفع الاقتصاد العالمي، قائلا: "فبالنظر إلى المزايا الكبيرة التي تتمتع بها السعودية في مجال الطاقة، ﺃعتقد ﺃنها ستكون مهيأة بصورة ﺃفضل للاستفادة من الانتعاش الاقتصادي بمجرد تحققه، ومن المؤكد ﺃن استثمارات السعودية في مجالات التعليم والبنية الأساسية ا لحيو ية و ا لبحو ث و ا لتكنو لو جيا، إضافة إلى المدن الصناعية والمعرفية والتجمعات الصناعية المرتبطة بالنفط والصناعة البتروكيميائية ستسهم في شحذ هذه القدرة التنافسية وعليه؛ فأنا متفائل بمستقبل بلدنا الحبيﺐ، وتفاؤلي مطلق لما لمسته عبر تعاملي معكم وﺃثناء عملي في (ﺃرامكو) السعودية، وبقدرات شبابها على الإبداع والتطور والمنافسة وتحقيق مستويات قيادية في مجالات التنمية الاقتصادية والإنسانية والمعرفية، التي هي محور النجاح في القرن الحادي والعشرين "، ومضى جمعة يقول": دعونا نبحث عن الفرص المستقبلية في ثنايا التحديات الخطيرة التي ﺃلقتها الأزمة الاقتصادية العالمية الحالية على كاهلنا. علينا ﺃلا نسمح لأنواء هذه الظروف الصعبة على المدى القصير ﺃن تغمرنا فتحجﺐ عن ﺃعيننا الإمكانيات الهائلة التي ينطوي عليها المستقبل، علينا ﺃن نصنع خياراتنا بحكمة، وﺃن نتخذ إجراءات حاسمة اليوم؛ حتى يتسنى لنا تهيئة شركاتنا ومؤسساتنا واقتصادنا الوطني وقد ﺃدار تركي الدخيل (الإعلامي المعروف) حوارا مباشرا بينه وبين عبداﷲ جمعة تناول فيه العديد من الجوانﺐ الشخصية والعملية لدى عبداﷲ بن صالح جمعة، إذ تطرق إلى ثقافة الفرصة، التي يتبناها والتي تتيح لكل موظف ﺃن يصبح يوما ما رئيسا للشركة، وﺃضاف: "إنها كلمة حقيقية، كنت ﺃتبناها، وﺃعتقد ﺃن كل موظف بالشركة يمكن ﺃن يحقق ذلك"، معربا عن خوفه من الطموح الذي لا يتناسﺐ مع الفرص والإمكانيات الذاتية؛ فالشركة تراقﺐ الموظف، وإذا ﺃنجز استطاع الوصول، وقال: "ولا يمكن تحقيق النجاح في عمليات القفز؛ فمن يقفز فسيسقط"، وذكر جمعة ﺃن (ﺃرامكو) تضم 53 ﺃلف عامل وموظف وموظفة، وتوفر فرص التدريﺐ والتطوير، وفي سؤال عن كيفية نقل تجربة (ﺃرامكو) إلى المواقع والمؤسسات الأخرى، ﺃجاب: "إن العملية منظومة كاملة تبدﺃ من القمة، ﺃي ﺃن الإدارة قدوة؛ فلا يمكن ﺃن ﺃدعو إلى الالتزام بمبدﺃ معين، ثم ﺃخالفه"، وعن خلاصة تجربته الإدارية يذكر جمعة ﺃن الإخلاص في العمل هو الفيصل، مشيرا إلى ﺃن الثقافة العامة بالنسبة إليه كانت هامة جدا؛ فقراءته للآداب العالمية جعلته يبدع في التواصل خلال فترة عمله حين كان مسؤولا عن العلاقات الدولية في الشركة، ومشيرا إلى ﺃن الثقافة العامة تساعد على اتخاذ القرار، ومعرفة النفس البشرية، وتقييم الأشخاص. وتحدث جمعة عن ثقافة العمل في (ﺃرامكو) ذاكرا ﺃنها ثقافة الانضباط، وثقافة التدريﺐ والتطوير والسعودة والقدرة على تنفيذ المشاريع. السعودية تحتل موقعا في قلﺐ خادم الحرمين الشريفين حفظه، اﷲ الذي يبدي فخرا واعتزازا بما يراه من ﺃبناء الوطن "، وعن السعودة في (ﺃرامكو) السعودية ﺃجاب": يجﺐ ﺃن نهتم بشبابنا، ونوفر لهم ظروفا للتطور الذاتي، وتقديم البرامج التي تسهم في تطوير ثقافتهم العامة، فلا نوظف السعودي لمجرد كونه سعوديا، وإنما نوظفه لأنه يستحق تلك الوظيفة، وفي حال خرج من الشركة فهذه حالة طبيعية، وهو لم يذهﺐ بعيدا، وإنما بقي في الوطن "، وحول الدور الاجتماعي ل(ﺃرامكو) ذكر جمعة خلال لقائه المفتوح ﺃن الشركة لم تتراجع عن دورها الاجتماعي؛ فهناك البرامج الصحية والبرامج البيئية والوقائية، حيث تعمل لكي تصل ثقافة العمل الاجتماعي التطوعي مثلما هو قائم في الدول الغربية، مضيفا": نحن الآن بصدد إنشاء مركز الملك عبدالعزيز للثقافة (إثراء)، الذي نأمل ﺃن يكون ﺃكبر مكتبة في السعودية تتواصل مع الثقافة العالمية، وتنقلها إلى المواطنين، خصوصا الجيل الناشئ، وهي هدية من (ﺃرامكو) إلى المجتمع، وقد وضع خادم الحرمين الشريفين حجر الأساس لهذا المشروع المتميز". وخلال حواره مع تركي الدخيل قدم مقطوعات شعرية شعبية، من إنتاجه، وﺃخرى من الشعر الفصيح من محفوظاته، وكذلك ﺃعاد جاسم العثمان الذكريات مع عبداﷲ جمعة، حيث ﺃحضر كرة قدم وﺃخذ يحكي عن حراسة عبداﷲ جمعة لنادي الشعلة "القادسية حاليا" وحكى جمعة عن علاقته مع القادسية، حيث ذكر ﺃنه يتابع النادي باستمرار، إضافة إلى متابعته المستمرة للمنتخﺐ الوطني، كما ﺃكد جمعة ﺃنه يحرص باستمرار على قراءة الكتﺐ ﺃكثر من حرصه على متابعة الرياضة، وفي الختام كان هناك تكريم من غرفة الشرقية، حيث قدم عبدالرحمن الراشد رئيس الغرفة درعا تذكارية لجمعة ودرعين تذكاريتين ﺃخريين لكل من تركي الدخيل وجاسم العثمان.