"يحمل الأطفال الذين انفصل آباؤهم عن ﺃمهاتهم بالطلاق، دوافع عدوانية تجاه الوالدين وتجاه المجتمع ككل"، هذا ما تؤكده ﺃمل الخليفة الاختصاصية النفسية وعضو منظمة الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسيف) ومنظمة العفو الدولية. والتي ﺃكدت إلى جانﺐ ذلك ﺃن انتقال الطفل للعيش إلى جانﺐ ﺃحد والديه، تجعله يعاني صعوبات جمة للتكيف مع الوضع الجديد، كما ﺃن عملية الانتقال بعد الطلاق تجعل الطفل غارقا في المقارنات بين وضعه القديم والجديد؛ ما يجعله في اضطراب نفسي مستمر. وﺃوضحت الخليفة ﺃن الطفل ذا الأبوين المطلقين يعتقد في قرارة نفسه ﺃنه السبﺐ في انفصال ﺃبويه، ويلقي باللائمة على نفسه معتقدا ﺃن وجوده هو سبﺐ الخلاف؛ ما يجعل عقدة الذنﺐ تتضخملديه؛ فتنتجشخصيةمهزوزة غير مستقرة، ثم تبدﺃ مقارناته بين ﺃوضاعه المتفاوتة التي عاشها بين والديه ثم مع ﺃحدهما فقط، وهو ما يولد لديه شعورا بالإحباط نتيجة غضبه على الظروف، وما يجعله عد و ا نيا تجا ه ا لجميع، خصوصا تجاه ﺃقرانه من ﺃبناء الأسر المستقرة. وبيّنت الخليفة في ورقة عمل قدمتها مبادرة الطلاق السعودي على موقعها الإلكتروني حول الآثار النفسية التي تلحق بطفل والداه منفصلان، ﺃن الطفل سيتعرض للاضطراب والقلق نتيجة عدم إدراكه للأهداف الكامنة وراء الصراع بين الوالدين، ﺃو ﺃسباب محاولة استخدامه، من قبل والديه، في شن الهجوم على بعضهما البعض واستخدامه كأداة لتحقيق النصر على الطرف الآخر، مؤكدة ﺃن اضطراب الأطفال في مرحلة الطفولة يؤدي إلى اضطراب في النمو الانفعالي والعقلي للطفل؛ ما ينبت في المجتمع شخصية مهزوزة ﺃو معتلة تعود بالضرر على المجتمع بأكمله. وﺃوضحت ﺃن لكل طفل حقا ﺃصيلا في الحياة الكريمة، وﺃن الطفل المنفصل عن والديه ﺃو عن ﺃحدهما له الحق في الاحتفاظ بصورة منتظمة بعلاقات شخصية واتصالات مباشرة بوالديه دون إجبار ﺃو تخيير لتعارض ذلك مع مصلحة الطفل، مع التشديد على عدم استخدامه كآداة كيد ﺃو إذلال لأي من ذويه؛ ما يعني ﺃهمية توفير بيئة آمنة للأطفال، مشيرة إلى ﺃن الحكومة وقعت اتفاقية حقوق الطفل منذ عام 1989 التي نصت على ﺃن لكل طفل حق العيش بسلام في عائلة مهتمة ومحبة له، إضافة إلى حقه في التعليم وحقه في الحفاظ على سلامته وحمايته من الإهمال ﺃو التعرض لأي نوع من ﺃنواع الاعتداء بما فيه الاعتداء العاطفي الذي هو ﺃكثر ﺃنواع الاعتداء التي يتعرض لها طفل الطلاق.