كشف أستاذ علم الزلازل «الجيوفيزيا التطبيقية» الدكتور عبدالله العمري عن تعرض منطقة الأحساء منذ عام 2006 للعديد من الهزات والزلازل، وأنه تم تسجيل أكثر من 900 هزة أرضية في نفس المنطقة على مدى الخمسة أعوام الماضية بالرغم من أن المنطقة غير نشطة زلزاليا على مر التاريخ. وقال إنه لم يسبق أن تم اكتشاف تصدعات أو فوالق نشطة تحت هذه المنطقة البعيدة عن منطقة التصادم بين الصفيحة الأرضية العربية مع مثيلتها الإيرانية. وأكد العمري ل«شمس» أن السبب الرئيس في الهزة التي أصابت المنطقة أمس الأول هو عدم التوازن بين سحب المنتجات النفطية في المنطقة، وكمية ضخ المياه مكانه داخل حقل غوار للبترول، وبالتالي حدوث عدم توازن في طبقات الأرض السفلى، بالإضافة إلى عدة اهتزازات أرضية يشعر بها أهل الأحساء وحرض وما جاورها. وأشار العمري إلى أن السبب الرئيس في حدوث مثل هذه الاهتزازات هو سبب بشري وليس طبيعيا، وأوضح أيضا أن الشركات القائمة على استخراج البترول تقوم بضخ المياه من المكونات المائية العذبة القريبة بدلا عن المياه المالحة من البحر مما يستنزف الثروة المائية الطبيعية، ويتسبب في تلوث بيئي خطير. ومن جهة أخرى شدد الخبير في الشؤون الإستراتيجية النفطية الدكتور راشد أبا نمي على أن الإنتاج والسحب المكثف والعالي للبترول في المملكة هذه الأيام قد يتسبب في كوارث كبيرة تشابه كثيرا تأثيرات الزلازل؛ بسبب هبوط طبقات الأرض السفلية في داخل الأرض خصوصا أن كثافة البديل للزيت الخام «النفط» هو الماء الذي يختلف في تركيبته وكثافته كثيرا عن النفط؛ مما يتسبب في خلل بيئي فيزيائي. وقال إن حقل الغوار هو عبارة عن بحيرة تحت الأرض من البترول يعلوها الغاز وهذي البحيرة بطول 140 كم وعرض 40 كم تقريبا وهو أكبر حقل بالعالم والاستهلاك الكبير على مدى 40 عاما ماضية بواقع 4.5 مليون برميل كمتوسط مثلا يوميا يؤدي إلى خلل تحت طبقات الأرض. من جهة أخرى أكد الناطق الإعلامي لمديرية الدفاع المدني بالمنطقة الشرقية العقيد منصور الدوسري أنه «وردنا بلاغ من المركز الوطني للزلازل والبراكين بهيئة المساحة الجيولوجية عن وقوع هزة أرضية في تمام الساعة 3.59 من صباح الأربعاء بمركز حرض بمحافظة الأحساء بقوة ثلاث درجات على مقياس ريختر، وقد شعر بها بعض الأهالي، وقامت دوريات السلامة بالدفاع المدني بمسح المنطقة ولم تسجل وقوع أضرار». وكانت محطات الرصد الزلزالي التابعة لهيئة المساحة الجيولوجية سجلت في الساعة 3.59 فجر أمس الأول هزة أرضية جديدة في محافظة الأحساء بالقرب من مركز «حرض»، بلغت قوتها ثلاث درجات على مقياس ريختر، وشعر بها السكان المحليون دون أن تتسبب في خسائر في الممتلكات والأرواح. وكان مركز الهزة منطقة صحراوية تبعد كيلو مترات قليلة عن المنطقة السكنية والآبار والمعامل النفطية بحرض. وتعرضت هجرة حرض لهزات عدة خلال الأعوام الماضية، مختلفة في القوة، وكان أقواها 4.4 درجة على مقياس ريختر، وشكل المركز الوطني للزلزال لجنة عليا، تناقش الوضع الزلزالي والجيولوجي والتركيبي في المنطقة. واتضح أن البيانات المتاحة لدى الجهات المعنية غير كافية لتقديم تفسير قطعي لهذه الهزات، إلا أنها توصلت إلى ضرورة وأهمية تحديد عمق بؤر النشاط الزلزالي بدقة عالية، ودرس التوزيعات الزمنية والمكانية لبؤر الزلازل، وتتبع تغير العمق مع الزمن، ومدى ارتباط هذه الأعماق في مكامن الزيت والغاز والتصدعات المنتشرة في المنطقة