تعرضت هجرة حرض، إلى هزة أرضية أمس، شعر بها الأهالي، وبلغت درجتها 3.63 على مقياس ريختر. وهي الثانية التي تضرب الهجرة التي تبعد 160 كيلومتراً إلى الجنوب من مركز محافظة الأحساء. إذ ضربتها هزة أخرى، بقوة 3.5 على مقياس ريختر. ولم تسجل خسائر مادية أو بشرية نتيجة الهزتين بيد أن تكرار الهزات يثير مخاوف الأهالي. وأوضح الناطق الإعلامي في مديرية الدفاع المدني في المنطقة الشرقية العقيد منصور الدوسري، أن «غرفة العمليات تلقت من طريق المركز الوطني للزلازل والبراكين في هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، تقريراً عن وقوع هزة أرضية، بدرجة 3.63 على مقياس ريختر في هجرة حرض»، مبيناً في تصريح صحافي، أنه تم «إرسال دوريات السلامة في الدفاع المدني إلى الموقع على الفور، لمسحه. ولم تسجل أي أضرار أو إصابات، نتيجة الهزة». وأعلنت مديرية الدفاع المدني في الشرقية، أخيراً، عن إنشاء ثلاثة مراكز للدفاع المدني، في حرض، ويبرين، وخريص، لمتابعة النشاط الزلزالي عن قرب. وأكد الدوسري، أنه يُعتبر «مطمئناً»، لافتاً إلى «المراقبة والمتابعة المستمرة من الدفاع المدني، من خلال القيام بخطط فرضية لمواجهة مثل هذه الحالات في الأحساء، وباقي محافظات المنطقة، ومنها فرضية كبيرة، شاركت فيها جميع الجهات الحكومية. وتم تدريب أفراد الدفاع المدني على هذا النوع من الحوادث. كما طبقت إدارة الحماية الوطنية خطة مناسبة للتدخل السريع لمثل هذه الحالات. كما توجد متابعة من اللجنة الفنية في المركز الوطني للزلازل والبراكين، لمناقشة الوضع الزلزالي والجيولوجي والتركيبي في المنطقة. وكانت هزة أرضية بقوة 3.5 على مقياس ريختر، ضربت هجرة حرض (محافظة الأحساء) قبل شهر. من دون أن تسجل أضراراً في الهجرة أو الهجر المجاورة لها، التي تشهد هزات أرضية في شكل دائم. فيما شعر بعض الأهالي بالهزة الأرضية. وقامت دوريات السلامة في الدفاع المدني، بمسح المنطقة. ولم تُسجل وقوع أضرار. يُشار إلى أن هجرة حرض تعرضت لهزات عدة خلال السنوات الماضية، مختلفة في القوة، وكان أقواها 4.4 درجة على مقياس ريختر. وشكل المركز الوطني للزلزال لجنة عليا، تناقش الوضع الزلزالي والجيولوجي والتركيبي في المنطقة. واتضح أن البيانات المُتاحة لدى الجهات المعنية «غير كافية لتقديم تفسير قطعي لهذه الهزات». إلا أنها توصلت إلى ضرورة وأهمية «تحديد عمق بؤر النشاط الزلزالي بدقة عالية، ودرس التوزيعات الزمنية والمكانية لبؤر الزلازل، وتتبع تغير العمق مع الزمن، ومدى ارتباط هذه الأعماق في مكامن الزيت والغاز والصدوع المنتشرة في المنطقة». وتوجد بالقرب من حرض التي تقع جنوب محافظة الأحساء، على أطراف الربع الخالي، مواقع عمل بترولية تابعة لشركة «أرامكو السعودية»، بيد أن خبراء في الجيولوجيا، استبعدوا وجود علاقة بين نشاطها والهزات الأرضية التي تحدث في المنطقة. فيما عزاها رئيس قسم الجيولوجيا في جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله العمري، في تصريح سابق ل «الحياة»، إلى «سحب كميات كبيرة من البترول، ومن دون أن يتم تعويضها بكميات من المياه»، لافتاً إلى حدوث مثل هذه الهزات في المناطق البترولية. بسبب «سحب كميات كبيرة من البترول، أو عمليات سحب سريع أو فجائي في مدة قصيرة، ما ينتج عنه تخلخل في طبقات القشرة الأرضية، من دون تعويض الفراغ الذي سببه هذا السحب». فيما يُرجح آخرون أن يكون النشاط الزلزالي في حرض مُرتبط بحركة الصفائح في إيران. وأجرت مديرية الدفاع المدني في الشرقية، بمشاركة جهات حكومية وأهلية عدة، في وقت سابق، تمريناً افتراضياً، للتعامل مع تداعيات هزات أرضية، في حرض، ينجم عنها وفيات ومصابون ومحتجزون.