مثل الفنزويلي المسجون في فرنسا إيليتش راميريز سانشيز المعروف باسم كارلوس والملقب ب«ابن آوى» للمحاكمة، أمس، في فرنسا متهما بتدبير أربعة تفجيرات في الفترة ما بين 1982 و1983 أدت لمقتل 11 شخصا وإصابة أكثر من 100 شخص. وبدأ السجين «62 عاما» متحديا، وقال للمحكمة الجنائية الخاصة في باريس إنه «ثوري محترف» وحيا جماعة من أنصاره في قاعة المحكمة بقبضة يده. وأعتقل كارلوس على يد عملاء سريين للاستخبارات الفرنسية في السودان عام 1994 ونقل إلى فرنسا، حيث حوكم وأدين بالقتل في 1997 بعد إدانته بقتل ضابطي شرطة فرنسيين ومخبر لبناني في 1975. وتفتح المحاكمة فصلا جديدا في الإرهاب الدولي الذي اشتهر فيه كارلوس بأنه المدبر المشتبه فيه لسلسلة من الهجمات الشهيرة ومن بينها عملية الخطف الجماعية لوزراء نفط دول منظمة البلدان المصدرة للنفط «أوبك» في العاصمة النمساوية فيينا عام 1975 والتي قتل فيها ثلاثة أشخاص. وجسد الرجل الملقب ب«ابن آوى» لنجاحه في التخفي سنوات، جسد العنف السياسي في السبعينيات والثمانينيات وعاش حياة متقلبة حتى اعتقاله في 1994 في السودان. ونشأ كارلوس وسط عائلة ميسورة، وهو الأكبر بين ثلاثة أولاد يحملون أسماء أيليتش ولينين وفلاديمير لشدة تأثر والدهم المحامي الماركسي بزعيم الثورة الروسية. بعدما قام بأسفار عديدة أيام الدراسة، انضم عام 1964 إلى الشباب الشيوعي الفنزويلي. وعام 1966 استقرت عائلته في لندن ثم توجه في 1968 إلى موسكو لدراسة الفيزياء والكيمياء، حيث التقى الممثل المحلي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جورج حبش المسؤول عن عمليات خطف طائرات استهدفت إسرائيل والذي دعاه إلى المشاركة في تدريبات عسكرية في الأردن. وفي عام 1971 كلفه حبش مزيدا من المسؤوليات، فتحول «كارلوس الثوري المحترف في خدمة حرب تحرير فلسطين»، كما وصف نفسه. وبين عامي 1973 و1975 ارتكب اعتداءات في باريس ولندن، ونجا من اعتقاله عبر قتل شرطيين اثنين من مكافحة التجسس في باريس. ولإخفاء هويته الحقيقية، عمل مدرسا للغة الإسبانية في مدرسة للفتيات في لندن وشارك مع عائلته في المناسبات الاجتماعية في العاصمة البريطانية. وفي 21 ديسمبر 1975، قاد مجموعة من خمسة رجال احتجزوا وزراء نفط في منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» في فيينا، وقتل في هذه العملية ثلاثة أشخاص. وبعدما صار رمزا عالميا للإرهاب، استقال في مايو 1976 من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لأنه يرفض أن يكون جزءا من الخلافات الداخلية في الحركة، على حد قوله. ثم تعاون مع حركات ثورية عدة وأقام علاقات سرية مع دول عربية وأخرى في شرق أوروبا. عاد كارلوس إلى الواجهة عام 1982 بعد اعتقال برونو بريغيه وماجدالينا كوب التي تزوجها لاحقا في باريس. وفي رسالة تهديد إلى وزير الداخلية آنذاك جاستون ديفير، طالب بالإفراج عن رفيقيه خلال شهر. وفي عام 1983 أقام كارلوس في دمشق ولحقت به ماجدالينا كوب عام 1985 بعد خروجها من السجن. وفي عام 1993 وصل إلى السودان، حيث تزوج الأردنية لانا قبل أن يعتقل العام التالي .