أكدت محكمة الاتحاد الأوروبي العليا أمس أنه لا يجوز منع الناس من شراء أجهزة أو كروت فك الشفرات من الخارج لتفادي دفع أسعار أعلى لمشاهدة القنوات المشفرة في منازلهم، مما جاء كضربة قاتلة لسوق نقل مباريات كرة القدم تليفزيونيا. وكانت محكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي طلب منها أن تدلي برأيها في القضية التي رفعها اتحاد الكرة الإنجليزي ضد مالكة مقهى في بورتسموث تمت مقاضاتها لقيامها بعرض مباريات مسابقة الدوري الإنجليزي الممتاز مستخدمة بطاقة وجهاز فك شفرة يونانيين أرخص سعرا من مثيليهما من الكروت وأجهزة فك الشفرة التي تبيعهم في إنجلترا شبكة «سكاي» التليفزيونية. وترى المحكمة الأوروبية التي تتخذ من لوكسمبورج مقرا لها أن أي حظر على «استيراد أو بيع أو استخدام كروت فك الشفرة الأجنبية» داخل دول الاتحاد الأوروبي يعتبر غير جائز قانونيا؛ لأنه يتعارض مع مبدأ السوق الموحدة للاتحاد. وأراد اتحاد الكرة الإنجليزي أن يحمي مبدأ «الحصرية الإقليمية» في عقده مع شبكة «سكاي» ولكن المحكمة الأوروبية أكدت أن «فروق الأسعار المصطنعة» داخل الاتحاد الأوروبي الناتجة عن مثل هذا الإجراء «لا يمكن التوفيق بينها» وبين اتفاقيات الاتحاد. وأوضح محامي كارين ميرفي، مالكة المقهى التي تحدت اتفاقيات اتحاد الكرة الإنجليزي المتعلقة بحقوق نقل مباريات البطولة تليفزيونيا، لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» أن موكلته شعرت ب«ارتياح كبير» بعد حكم المحكمة الأوروبية. وأشارت «بي بي سي» إلى أن ميرفي كانت تدفع 118 جنيها إسترلينيا شهريا عن طريق اشتراكها التليفزيوني اليوناني بدلا من أن تدفع 480 جنيها شهريا للشبكة البريطانية الرسمية، وإن كانت معركتها القضائية التي امتدت إلى ستة أعوام قد كلفتها نحو ثمانية آلاف جنيه إسترليني. وكانت شبكتا «سكاي» و«إبسن» التليفزيونيتان قد دفعتا 8 .1 مليار جنيه إسترليني للحصول على حقوق بث مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز في صفقة تمتد لثلاثة أعوام وتنتهي في 2013. ويخشى الآن من ألا تصبح الشركات التليفزيونية مستعدة لدفع مثل هذه المبالغ الطائلة مقابل حقوق البث ما لم تضمن حصرية هذا البث. ولا يتوقع أن يؤثر الحكم الصادر اليوم على مسابقة الدوري الإنجليزي الممتاز وحسب، وإنما يتوقع أن يمتد تأثيره إلى باقي المسابقات الرياضية الأخرى التي تبيع حقوق نقل منافساتها داخل الاتحاد الأوروبي ولكن لكل دولة على حدة. ولكن في انتصار متواضع لاتحاد الكرة الإنجليزي، أيدت المحكمة أن يبقى النشيد الخاص بالدوري الإنجليزي الممتاز، الذي يتم عزفه قبل مباريات البطولة، محميا بموجب قانون حقوق النشر، مما يعني أن جميع الحانات عليها الحصول على تصريح من اتحاد الكرة الإنجليزي إذا ما أرادت إذاعة هذا النشيد في مبانيها. وفي الوقت الذي يبدو فيه أن رأي المحكمة الأوروبية وجه ضربة قوية لاتحاد الكرة الإنجليزي، فمن المنتظر أن تصدر محكمة العدل العليا في بريطانيا حكمها الأخير في هذه القضية