منذ فترة طويلة لم نشاهد لاعبا في الدوري السعودي يلعب بهذه الطريقة الساحرة والماتعة والمختلفة، التي يظهر بها الفريدي من مباراة لأخرى، ومنذ فترة ونحن بحاجة إلى لاعب يستطيع أن يخلق له شخصية مختلفة في ملاعبنا فيها من مزاجية الإبداع والقدرات المهارية.. ومنذ سنوات ونحن نعيش أزمة حقيقية في كيفية بناء البرعم السعودي بطريقة إبداعية تنمي في اللاعب منذ الصغر روحا متجددة وفكرا إبداعيا جديدا وفريدا من نوعه داخل أرض الملعب.. غير أن الفريدي في تصوري الخاص هو حالة مختلفة ونادرة في ملاعبنا وفي تاريخ صناعة الموهبة السعودية، لا أقول ذلك من باب المبالغة وتحت تأثير الإعجاب المؤقت.. لكنني أتصور أن الفريدي هو أنموذج حقيقي للاعب الذي يلعب كرة القدم وفق منطلقات خاصة لا تصل بأي حال من الأحوال للمنطلقات التي ينطلق من خلالها بقية اللاعبين في التعاطي مع الساحرة المستديرة.. الفريدي لا يريد ضوءا، ولا يهمه صيحة مشجع، ولا يبذل مزيدا من الجهد في تعقيد كرة القدم.. يلعب ببساطة وباستمتاع.. ولهذا فهو يخلق الجدلية عند الكثير من الجماهير الرياضية.. الفريدي موهبة سعودية نحتاج إليها كثيرا.. كثيرا جدا، أكثر من «محمد نور» الذي تجاوز الثلاثين بسنوات... يفترض أن يقاتل المجتمع الرياضي المحلي بأسره لكي يكون الفريدي أساسيا.. ويحتل مساحة أكبر من الثقة في المنتخب السعودي الأول.. وكلنا نتذكر ماذا فعل الفريدي عندما حصل على هذه الثقة في تصفيات كأس العالم 2010 في بعض المباريات التي لعبها وكذلك في كأس الخليج 2009، وبالتالي يجب أن ندعم شبابنا أمثال الفريدي.. فالمستقبل ما زال أمامهم.. ويمكن لو منحناهم المزيد من الثقة لحققوا ما عجز عنه الآخرون.. أما الصراخ وملء الدنيا ضجيجا على بعض «الشيبان».. فهذا يعني أننا نعود للخلف... ولا نفكر في المستقبل. صدقوني أن الفريدي يمكن أن يؤسس لمرحلة مختلفة وجيل آخر أكثر انتصارا ل«كرة القدم» قبل أي شيء.. فهذه النوعية من اللاعبين تحتاج إلى تعامل خاص وثقة وطريقة تدريبية تتناسب مع شغبهم ومزاجيتهم وفوضويتهم داخل أرض الملعب.. وتستوعب تمردهم وتمنحهم المساحة الأكبر للاستمتاع بهذه اللعبة.