يتفق الكل على الموهبة التي يتمتع بها اللاعب أحمد الفريدي.. لكن هذا الاتفاق يتحول بين مباراة وأخرى إلى اختلاف جذري حقيقي حول مدى فائدته للفريق الأزرق خاصة في ظل انفلات أعصابه المتكرر في مباريات لها قيمتها الكبيرة، غير أنني شخصيا أختلف تماما مع الذين يقللون من قيمة الفريدي الفنية..ومحاولة زعزعة ثقة الهلاليين فيه منذ مواسم عديدة، ويربطون انفلات أعصابه بمستواه الفني؛ لأنني أعتقد من منظوري الشخصي أن انفلات أعصاب الفريدي هو جزء لا يتجزأ من موهبته الفذة والمتمردة على قيم المستطيل الأخضر، وهو بهذا يعيدنا إلى تلك الممارسات اللذيذة التي رأيناها من لاعبين كبار على المستوى المحلي سابقا، والذين يشتركون في مزاجيتهم وفوضويتهم داخل الملعب، وخروجهم عن قانون الميدان أمثال يوسف الثنيان وخالد مسعد وفهد الغشيان وخالد قهوجي. ولعل ما يقوم به أحمد الفريدي اليوم هو امتداد لثقافة راسخة في الذهنية المحلية لتلك العقلية المبدعة التي تحاول دائما القفز على الأنظمة والتمرد على كافة الأطر...لهذا لا أجدني أقف مع من ينتهز الفرصة للنيل من الفريدي بمجرد حصوله على بطاقة حمراء في لحظة لا يمكن أن تنسف الفنيات العالية والمهارات التي يمتلكها..ولعل ما يعزز نظرتي تجاه هؤلاء اللاعبين المبدعين هو الطريقة التي يتعامل بها الفريدي مع الكرة بطريقة مختلفة تماما عن أبناء جيله من الشباب الذين تشعر أنهم يريدون التخلص من الكرة بأسرع وقت...في حين أن هذا اللاعب الفذ يسير وكأنه لا يرى أحدا في الملعب ويداعب الكرة بطريقة جنونية تستفز لاعبي الخصم وتجعلهم دائما يحاولون النيل منه من خلف أنظار الحكم..وكلنا نتذكر اللقطة الشهيرة لقائد النصر حسين عبدالغني الموسم الماضي عندما وضع يده على وجهه لتغطية ألفاظ السب والشتم التي وجهها للفريدي ما جعل الأخير يخرج عن طوره..ونحن في هذه الحالة لا يمكن أن نضع ميزانا ثابتا يحكم نفسيات اللاعبين ويجعلهم مبرمجين أكثر من كونهم أرواحا بشرية تتأثر متى ما وجد المؤثر.. ولعل الإدارة الهلالية تدرك جيدا أن لاعبا شابا بهذا الثراء الفني لا يمكن التفريط فيه بسهولة.