أحيانا قد يصل البعض لمرحلة من الهيجان الفكري تجعله يخلط بين الصراحة والوقاحة، ولا يتورع في توزيع الاتهامات على الجميع ويظهر علينا بهيئة الرجل الملائكي الأمين الذي يرغب في تصحيح كل الأخطاء، وكأنه هو من يفهم وغيره من الجاهلين لأنهم لا يحملون شهادة أكاديمية، هذا هو الدكتور جاسم الحربي الذي اتهم وشتم وقلل من الجميع وقدراتهم وكأنه «المنقذ». كل تلك الآراء المتشنجة التي خرج بها جاسم خلال موسم واحد فقط لا نختلف معه في بعضها من حيث المبدأ، ولكن مفهومه للصراحة جعلها «وقاحة» لا يتقبلها حتى من يتفق معه، فليس من المعقول ولا المقبول أن يظن بحكم شهادة الدكتوراه، وتاريخه التدريبي الذي نسمع به ولم نره، أن يوزع كل تلك الشتائم والاتهامات بداعي النقد، فليس حرف «الدال» قبل كل اسم يعني «دكتورا»، فله أيضا معنى آخر، فوجوده يثير الاشمئزاز للمتابعين الرياضيين في أي برنامج فضائي أو إذاعي، فمشكلته عندما يختلف مع ضيف في وجهة نظر أو رأي يسفه حتى من ليس لهم ناقة ولا جمل. حديثه الأخير في إذاعة «يو اف ام» بعد أن استفزه توفيق الخليفة عندما قال: ماجد علمنا الكرة، جعله يتطاول ويستنقص من ماجد وتاريخه، فلا يهمنا إن كان تحليل ماجد يعجبه، فهناك آخرون لا يعجبهم أيضا تحليل ماجد، لكن لم يتطاولوا عليه بذلك الأسلوب «الأكاديمي» الحاقد على كل من يخالفه ولا يعجبه والذي قاده للحديث عن أمور ليس لجاسم فيها فضل ولا منة، ماجد قدم وأخذ نتيجة عطائه، وخبرته وتاريخه لست بمجال لأتحدث عنه، ولكن «د. جاسم» يظن أن العلم يعلو كل شيء، ولم يفهم أن العلم بلا خبرة لا يساوي شيئا، وهذا ما ينقصه ولن يصل له حتى لو شتم الجميع، فسيظل جاسم الذي لم نعرفه لولا «الزفة» الشهيرة. دول العالم المتحضرة علميا وأكاديميا وأدبيا، يبحثون عن كل المبدعين حتى يعطوهم تقديرهم ويأخذوا منهم خبرتهم وعلمهم، ولو صدقنا بمفهوم جاسم الأكاديمي، ففرنسا هي صاحبة الفضل على زيدان، بينما الحقيقة هي العكس.