حواء بين الجرأة والوقاحة واقعنا اليوم يشهد بتغيير جذري في حياتنا، واختلفت المفاهيم بين الجرأة والوقاحة... فحينما تطالب المرأة بأبسط حقوقها نعتها المجتمع بأنها جريئة وتجاوزت الحدود المتعارف عليها بل وإنها خرجت عن المألوف، حينما تعارض مبدأ زواجها من قريبها لأي سبب كان تعرضت للشتم والإهانة وعدم تقبل رأي والديها بالرغم من إنها حرية شخصية... ومتى ما امتلكت الجرأة في الدفاع عن نفسها ودينها ورفع الظلم عنها فهي إلى خير. في وقتنا الحالي تخطت حواء كل الحواجز ودورها لا يقل عن الرجل بل قاسمته شظف الحياة في الداخل والخارج، لا نطالب حواء بالتمرد وخلع رداء الحياء بل كسر الحواجز بكل أريحية وثقة والتحفظ بعض الشيء، وكما قيل: (الحياء ما كان في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه). أيها السادة الخجل والحياء والاحترام سمة تتميز بها حواء بل مطلوبة منها ولكن لا يمنع من إنها تبدي رأيها في اختيار شريك حياتها، وتحديد مستقبلها بكل جرأة وشجاعة وبعيدة كل البعد عن التمرد والوقاحة وإيذاء الأخرين والتطاول، وعادة، للجرأة حدوداً لا ينبغي أن نتجاوزها وإلا أصبحت وقاحة وقلة أدب ... وهذا ليس من الشجاعة في شيء، غير أنه في بعض المواضع والحالات في مقدورنا أن نكون صريحين وجريئين إذا كان الأمر يستدعي ذلك، لذا علينا أن نعطي حواء حقها المشروع في الحياة بدون أي تجاوز وحرمانها من أبسط حقوقها. تقبل الله منا ومنكم العشر الأواخر.