قد تبدو ألفاظ مثل «برب» و«تيت» أكثر من غريبة لدى الأجيال الماضية التي لن تجد قرينة لها مع اللغة الأم، ولكن المرجعية التقنية تبرر للشباب التحدث بها واستخدامها على نطاق واسع، فاللغة إن كانت أصواتا يعبر بها القوم عن أغراضهم، فالشباب يعبرون بهذه الألفاظ الاصطلاحية عن مقاصدهم ويفهمون بها بعضهم بصرف النظر عن أي ارتكاز لغوي. يرى معتز عاشور أن من أهم الأسباب التي دعت الشباب لاستخدام مثل هذه الكلمات في مجتمعنا العربي محاولة لتغيير الثقافات ومواكبة الحضارة بشكل خاطئ «لو نظرنا إلى الكلمات التي يرددونها لا نجد لها معنى حقيقيا، وهي مليئة بالسلبيات وخاصة الكلمات التي تلحق بكلمة «تايم» لا أعي المقصد منها». ويقول رئيس ملتقى الكفاءات الوطنية على الفيسبوك وعضو الغرفة التجارية والصناعية بمكة المكرمة بسام فتيني «أعتقد أن ذلك أمر طبيعي، فبعض الكلمات التي كنا نقولها صغارا بدأت تختفي الآن وهذه سنة الحياة, لذلك كان من المهم توثيق لغتنا العربية بالقصص والروايات والشعر، أي المجال الأدبي بشكل عام». ويوضح الباحث الاجتماعي جمعة الخياط «عندما يستمع أحد الشباب إلى مصطلح جديد من صديقه أو أخيه يقوم بترديده، وهكذا ينتشر هذا بين الشباب والشابات وخاصة بعد عملية التواصل الضخمة عبر الإنترنت والمنتديات والشات والبلاك بيري والآي فون». ويشير وكيل كلية اللغة العربية للشؤون التعليمية والبحث العلمي الدكتور سعيد بن محمد القرني إلى أن ظاهرة المزج بين الألفاظ العربية والغربية في إلصاق بين سابقة عربية وأخرى غربية، أو العكس، دالة على توزع الذات العربية بين لسانين، في مد هائل لمنجزات المدنية الغربية.