اللغة هوية المجتمعات، وأداة الاتصال بين البشر، وفي هذا العصر الذي انتشرت فيه الثقافات المختلفة، في ظل تطور عالم التكنولوجيا بتقدمها المشهود في عالم المحادثات النصية، لوحظ انصياع نسبة كبيرة من الشباب والفتيات إلى لغة جديدة تجردوا فيها بعض الشيء عن لغتهم، والتي درجت بينهم واتضح توجه الشباب بشكل واضح إلى ما تسمى بالكلمات الإنجليزية المختصرة (برب، باك، لول، تيت)، إضافة إلى تخصيص بعض الأرقام التي ترمز بذاتها إلى بعض الحروف، ما يشير إلى تجريدها للغة العربية من قواعدها وهويتها. لغة البلاك بيري وانتشرت تلك اللغة وسادت بإسهاب في عالم الجوالات الذكية (بلاك بيري، ايفون، جالكسي) ومن ثم نقلوها إلى صفحات الفيس البوك، حيث أصبح استخدامها واضحا على مواقع التواصل الاجتماعي. في البداية أشارت شجون هاشم إلى حبها لهذا النوع من اللغة التي باتت أمرا يصعب التخلص منه، لافتة إلى أنها كانت ومازالت تستخدم لغتها الأساسية، حين تتحاور مع إحدى زميلاتها عبر الماسنجر أو الأجهزة الذكية، أو لإرسال رسالة بريد إلكتروني. ويرى بدر الحربي، أن تلك اللغة التي يستخدمها بكثرة، لغة عصرية تواكب نزاعاتنا نحو معرفة الثقافة، وأنه لا يعتبرها تمردا على اللغة العربية، مشددا في الوقت نفسه على ضرورة انتقاء الكلمات التي لها معان طيبة ولطيفة. ويشير خالد أن تلك اللغة التي يتفاهمون بواسطتها سهلة مقارنة باللغة العربية المتشعبة القواعد، وقال إنها تشيع في صفوفهم باعتبارها مناقضة للقواعد والتقاليد (اللغوية والاجتماعية). لغة تواكب التجديد وعن جملة التقاليد والأعراف المتداولة، يشير صديقه محمد سويدان، إلى أنها لغة سهل التواصل بها، لقلة عدد من الكلمات، جازما بأنها لغة تواكب التجديد وعالم السرعة الذي نعيش فيه، وفي السياق ذاته يتفق معه خضران الزهراني إلى أن اللغة التي أصبحت متداولة بين الشباب أصبحت ذات لون خاص بهم وأنه لا يرى فيه تعديا على اللغة العربية بقدر ما هي لغة عصرية تواكب أفكارهم وأعمارهم. توعية الشباب وعلى النقيض يرى الشاب عادل المالكي، أن ما يدعو الشباب لاستخدام هذه اللغة هو قناعتهم بأنها سوف تنقلهم إلى شباب عصريين ومواكبين للحضارة، ويرى ذلك خطأ لعدم وعيهم الكافي بهذه الثقافة، فضلا عن النهل منها، وزاد لو نظرنا إلى الكلمات التي يستخدمونها لن تنطبق على ما يريدونه من إصال الجملة أو العبارة خصوصا كلمة، «تايم» وما يلحق بها من عبارة، فتصبح منقسمة إلى كلمة عربية وأخرى إنجليزية، وأضاف، ينبغي توعية الشباب على استخدام هذه العبارات في مكانها الصحيح وتحذيرهم على خطرها على اللغة العربية، وذلك بتفعيل دور الأندية الثقافية والأدبية في تنمية مهارات اللغة العربية. دكتور اللغة العربية سلمان فقيه له رأي وسط يقول فيه: أعتقد أن الأمر طبيعي، فنحن عندما كنا في عمرهم كنا نستخدم في السابق كلمات الآن اختفت مع مرور الأيام، وأضاف علينا ألا نسرف في هذه المصطلحات مهما كانت الحاجة لها، مطالبا بتفعيل الأندية الأدبية لمعالجة مثل ذلك.