أكد المستشار الاجتماعي والأسري الدكتور عبدالله الحمودي أن حل مشكلات الطلاق يكون بتثقيف الشباب، من الجنسين، بالطرق المناسبة للتعامل مع شريكه في الحياة ومعرفة كل طرف بحقوق الآخر وواجباته، مشيرا إلى أنه من غير المعقول أن تهتم الفتاة وأهلها باختيار الملابس وأدوات التجميل، والشاب بغرفة النوم ومكان إقامة الحفل وأسمن الخرفان ولا يهتم أحدهم بحضور دورة في العلاقات الزوجية بسعر زهيد، إن لم تكن مجانية أو شراء بعض الكتيبات التي تبين لكل طرف حقوقه وواجباته. وأوضح الحمودي أن فكرة الحب قبل الزواج وادعاء البعض أنها تحد من عوامل الطلاق كذبتها الدراسات الاجتماعية العلمية، وكذلك الواقع، بل يقولون العكس فما يحدث من علاقات قبل الزواج وإن تجاوزنا الأمور الشرعية وهي الأهم وتحدثنا عن الجوانب الاجتماعية والنفسية ما يحدث أن كل طرف يرسم صورة ذهنية مثالية للطرف الآخر بناء على حديثهم قبل الزواج الذي يتسم بالمبالغة وعدم الواقعية، ففي بعض الحالات التي مرت علينا تقول الزوجة إنه قال لها قبل الزواج إنها أهم عنصر في حياته وإنه لا يتخيل أنه يستطيع الابتعاد عنها ولو للعمل أثناء النهار، وغير ذلك من مثل هذا الكلام الحالم، والزوج يقول إنها قالت إنه جزء منها وإنها يمكن أن تمرض وتتعب وتقوم بأي عمل لتجعله سعيدا، وبعد الزواج يصطدمان بالواقع المخالف لما قالاه وتوقعاه، فيبدأ كل واحد محاسبة الآخر عما قاله، وحسب الصورة الذهنية المرسومة في ذهنه فتنشأ الخلافات التي قد تؤدي إلى الطلاق إن لم يتم احتواؤها. وطالب الحمودي بالاهتمام بالشباب وإعطائهم الأهمية الطبيعية، مشيرا إلى أنه من المهم إشراكهم في حل قضاياهم، ولو سألناهم عن احتياجاتهم ومتطلباتهم، وهل يعتقدون أن الأهل والمربين يتفهمونهم لربما تعرفنا على أحد مفاتيحهم، وبذلك نوجه الطاقات الموجودة لديهم بطريقة مثمرة أو نجعلهم يفرغونها بطريقتهم ونتحمل النتائج، وما التطرف الذي نشاهده بالغلو أو الانفلات إلا أحد تلك النتائج، ومن خلال تجربة قاربت العشر سنوات في برامج الشباب أستطيع القول إن التعامل مع الشباب هو السهل الممتنع وإن تحقيق الذات واحترام الرغبات أحد أهم الطرق إلى قلوبهم ومن ثم عقولهم. واتفق الحمودي مع الرأي القائل بضعف البرامج المقدمة للفتيات وقلتها «الخلل الذي يحصل أننا نستورد برامج وفعاليات معلبة من الخارج، وعندما تصطدم بواقعنا نلقي اللائمة على أقرب شماعة، وشماعة هذه الأيام الدين والعادات والتقاليد».