هناك كل يوم مجموعة من الناس بلباس موحد تقريبا تخرج صباحا وظهرا ومساء لعمل ما يمكن أن يكون أفضل شيء يمكن عمله لصالح البيئة من أشخاص لا يعملون لصالح أحد، الوجهة صندوق الزبالة لكل حارة، العدة عربية أطفال وعصا، الهدف تجميع أكبر عدد ممكن من صفائح المشروبات الغازية. لا أعتقد أنه من الممكن معرفة كم عددهم بالضبط لكننا رأيناهم في كل حي مررنا من أمامه، وفي اليوم الواحد يقومون باستخراج المئات من هذه الصفائح لتباع للمصانع ليتم إعادة تصنيعها. هدفهم في الغالب ليس له علاقة بكيفية تأثير عملهم اليومي في البيئة لكن ما أعرفه أن ما يقومون بعمله في يوم واحد من أجل البيئة دون قصد هو أكثر مما أقوم به أنا ومعظم الأشخاص لأجل البيئة في عدة شهور. لماذا نحن دائما الأقل اهتماما بالبيئة؟ ماذا يجب أن نعمل حتى نكون نحن أبطال البيئة؟ ألم نتمن كلنا في صغرنا أن نكون أبطالا، ونكون صادقين في كبرنا أحيانا؟ هناك العديد من الأماكن في أمس الحاجة لبطولاتنا ولعل من أهمها ساحل البحر الأحمر، ماذا سيحدث لنا لو قمنا برمي نفاياتنا في حاويات الزبالة بدلا من رميها في البحر كأننا لا نرى حاوية الزبالة التي تبعد مترين عن مكان جلوسنا، نعم البطولة ممكن أن تكون بهذه السهولة للأسف في هذه الأيام أصبح من الصعب أن نضع نظارة مائية ونقوم بالسباحة أكثر من متر واحد من غير أن ترى كل أنواع النفايات التي تخطر ولا تخطر على البال، لن أنسى اليوم الذي رأيت فيه مطبخا كاملا تحت الماء لا أعلم ماذا كانت نية رامي هذا المطبخ ربما كانت نيته طيبة وأراد لسمكنا وجبة بيت محترمة. أهكذا نرد الجميل لصديقنا وقت الضيق، القريب من قلبنا دائما الذي نريد أن نكون معه في كل مناسبة سعيدة وكل عيد، نقوم بتسميمه في كل فرصة ممكنة بكل الوسائل المتاحة. لو كان فريق أبطال البيئة لديهم القدرة على السباحة والغوص لوجدنا بحرنا العزيز أسعد وأقل ألما.