بوجه شاحب يسأل «أبو مطلق» عامل الاستقبال عن سعر شقة متواضعة في إحدى الشقق المفروشة في إحدى مناطقنا السياحية ويصعق بأن سعرها قد تضاعف في خلال أسبوع من بدء الإجازة الصيفية وبكل استغراب يسأل «أبو مطلق الموظف.. ألم تكن بالأسبوع الماضي بأقل من ذلك بكثير..؟؟». ويجيبه الموظف بكل سذاجة وبابتسامة يغلفها المكر بلسان مكسر «صح بابا بس أنت في معلوم هذا موسم..!!» وتستمر رحلة «أبو مطلق» من شقق لشقق أخرى عله يجد ما يناسب ميزانيته الصيفية وتناسب متطلبات الإقامة العادية.. فلم يكن «أبو مطلق يبحث عن خدمة فندقية بمستوى خمس نجوم بل كان مكتفيا بل مقتنعا بنجمة واحدة، وهذا حال معظم الشقق المفروشة لدينا.. وبطبيعة الحال لم يخطر بباله أن يمر ببحثه الدؤوب عن محل إقامة له ولأسرته المكونة من خمسة أشخاص في أحد الفنادق لأنه على علم مسبق بأسعارها المهلكة.. وبعد جهد مضن من البحث قبل أن يرضخ للأمر الواقع ويبيت ليلته في إحدى الشقق المفروشة والتي سعرها لم يقنعه على أمل أن يبدأ البحث غدا. أفاق «أبو مطلق» وبدأ بالبحث من جديد ولم يجد ما هو مختلف بين كل ما مر عليه، فقرر أن يظل فيما هو فيه ويكمل رحلته التي نوى أن تستمر لمدة أسبوعين ليستمتع الأبناء بإجازتهم الصيفية. يصطحب «أبو مطلق» الأطفال لمدينة الملاهي ويفاجأ بالأسعار التي لا تفرح أيضا، بينما أطفاله يلعبون يشرد «أبو مطلق» بذهنه ويبدأ عمل الآلة الحاسبة الإلهية وأخذ يحسبها بالهللة وكم ستكفيهم الميزانية وكم يستطيعون المكوث بهذه الأسعار التي لا تقدر وضع متوسطي الدخل..! يقفل باب السيارة بعد أن ركب آخر أطفاله وهو يتمتم «يبه لسا ما كملنا رحلتنا» وبصوت حشرجة الألم يجيب «سنكملها يا ولدي لا تقلق». أربعة أيام فقط استطاعت أن تصمد الميزانية معهم ويعدو أبو مطلق لدياره ويقرر أن يكمل إجازته بطريقته.. في ذاك البر الفسيح وعلى بساط ودلة الشاي والقهوة وأطفاله حوله يلعبون بالكرة قرر أبو مطلق أن يكمل إجازته بأقل الخسائر.. حتى وإن كان الجو خانقا..