يزداد النشاط التجاري والحركة في الباحة في قطاع تهامة المحاذي لسراة منطقة الباحة خلال أيام الشتاء بنسب عالية، بسبب الأجواء الباردة والضباب الكثيف الذي يجتاح المنطقة خلال فترة الشتاء، إذ يتوجه أغلب الأهالي إلى قطاع تهامة بحثاً عن الدفء والأجواء الدافئة، ولكنهم يُصدمون بالواقع المرير من قِبل أصحاب الشقق المفروشة الذين يستغلون الفرصة فيرفعون الأسعار بشكل مبالغ فيه. وعبّر عديد من أبناء المنطقة عن استيائهم من ارتفاع الأسعار ووصولها إلى أرقام فلكية، وأكد آخرون أنهم يفضّلون قضاء الإجازة في تهامة نظراً للأجواء الدافئة والطبيعة الخلابة الرائعة، وهو ما يفتقده سكان المرتفعات الجبلية من المنطقة، وما تنعم به السواحل المميزة في القنفذة وغيرها من جذب سياحي كبير لأبناء المنطقة وزوارها. وقال عطية سعيد الزهراني أحد زوار تهامة، إن الأسعار غير معقولة في تهامة وخاصة المخواة والقنفذة، وطالب الجهات المسؤولة بوضع حد للأسعار تقررها هيئة السياح للحد من ارتفاع الأسعار والتلاعب بها. فيما أشار عثمان عبدالله الغامدي إلى ارتفاع الأسعار بالنسبة للمجمعات السكنية، حيث وصلت إلى أرقام فلكية سواء في الشقق المفروشة أو في الشاليهات الساحلية في حرب تجارية موسمية للربح السريع على حساب المواطن الذي يضطر لقضاء إجازته الأسبوعية أو الفصلية في تلك الأجواء الدافئة. وأضاف يحيى محمد أن نسبة إشغال الشقق بلغت 100%، لافتاً إلى أن الأسعار تتراوح ما بين 350 و700 ريال لليوم الواحد. وقال محمد سالم الغامدي إن المنطقة جميلة وطبيعتها تجعل منها مكاناً سياحياً رائعاً، ولكنها تكاد تخلو من الخدمات الجيدة، والأماكن الترفيهية للأطفال، داعياً رجال الأعمال للاستثمار في المشروعات السياحية، وإنشاء الفنادق التي تساعد على جذب السياح، وانتقد عدم تنظيم الأسواق التجارية وازدحامها، التي ستكون بلاشك عامل جذب مهماً لكثير من الزوار والباحثين عن السياحة الداخلية. وأشار المواطن سعيد الغامدي إلى أنّ المنطقة بحاجة إلى زيادة عدد الفنادق والشقق المفروشة النظيفة التي تجذب الزائرين، مؤكداً أنّ بعض الشقق المفروشة لا تتناسب مع كثير من السائحين؛ لقدمها وانعدام الخدمات الجيدة فيها. وأكّد عثمان سالم الغامدي أنّ المنطقة تنقصها زيادة عدد الفنادق والمطاعم العائلية والمدن الترفيهية الكبيرة، التي هي مقصد العائلات في رحلاتها. وبيّن عبدالعزيز عبدالرحمن الغامدي أنّ الساحل جميلٌ والأجواء رائعة، إلاّ أنّ هناك نقصاً في بعض الخدمات مثل النظافة، ودورات المياه على الشاطئ، كما أنّ خدمات الفنادق والمطاعم بسيطة وتحتاج إلى مزيد من العمل، بتنفيذ عدد من البرامج التطويرية والمشاريع السياحية، وتحدث المواطن عبدالله عبدالعزيز الزهراني قائلاً «إن المطابخ استغلت هذه الأيام لرفع الأسعار بشكل مبالغ فيه، إذ ارتفع سعر ذبيحة المندي والحنيذ من 800 إلى ألف ريال، بعيداً عن أعين الرقابة، وأشار إلى أنه توجّه وعائلته إلى إحدى الحدائق الجديدة في المخواة وتفاجأ بعدم وجود دورات مياه فيها.