يبدو أن رئيس الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد هو الذي استفاد من أخطائه في كيفية مواجهة الأزمات والنكسات.. فعلى الرغم من عدم استطاعته تحمل مشاهدة فريقه المخجل في الشوط الثاني.. إلا أنه كان أكثر ثباتا في تصريحاته الفضائية بعد الخسارة.. وتجاوز الأساليب المتشنجة اللحظية كقرار استقالته الشهير في العام الماضي.. إلا أن هذا التفكير الشخصي في كيفية إدارة شؤونه الإعلامية الخاصة.. أفقده القدرة على التفكير في هم المجموعة وفي كيفية إصلاح أخطائها.. فالفريق الذي خرج أمام ذوب آهن الإيراني العام الماضي.. هو ذاته الذي ظهر حملا وديعا أمام الاتحاد.. ولم يتغير شيء سوى جلب اثنين من المفلسين أحدهما المدرب والآخر الكوارثي «أحمد علي».. غير ذلك لم يحدث أي تطور أو تغيير للأفضل.. بل إن الإدارة الناجحة إعلاميا.. مازالت مقتنعة أن الفريق صاحب الأرقام القياسية في المنافسات المحلية هو نفسه الذي سيتوج بطلا لدوري أبطال آسيا.. بدليل أن التبريرات التي ساقها الرئيس الهلالي بعد الخروج المذل كشفت جانبا من هذه الرؤية الإدارية الغريبة.. التي تتعارض بشكل حقيقي مع اعتراف الأمير عبدالرحمن بن مساعد بعدم رضاه عن المستوى الأزرق هذا الموسم.. وهذا تناقض واضح وصريح ويدل.. فكيف يطالب الرئيس الهلالي الجماهير بعدم نسيان أرقامه القياسية كتبرير للخروج.. وهو الذي يعترف قبل ذلك بعدم رضاه عن المستوى طوال الموسم.. ما الذي كان يمنع إدارة الهلال من إصلاح الجوانب غير المرضية في مستوى الفريق وهي التي تتفرج طوال الموسم على الأخطاء وتكتفي فقط بالاتصال يوميا على برنامج «الجولة» للتبرير وتكريس «الصوت» على حساب العمل..؟ وما الأخطاء التي قال الرئيس الهلالي إنه سيحاول تفاديها في الموسم المقبل..؟ يا رئيس الهلال.. نعلم جيدا أن كرة القدم تحتمل الفوز والخسارة.. وتصريحك الفضائي بعد الخسارة.. يمكن أن يكون مقبولا لو أن الهلال ظهر بمستوى مقنع.. وعندما تعلم جيدا أن اللاعبين لم يكونوا في مستوياتهم.. كان من الأجدى أن تسوق الأسباب.. وتعترف بأن التهيئة النفسية كانت سيئة والخروج الفضائي المتكرر هو المشكلة..!