أجبرت الاشتباكات المتصاعدة بين موالين ومعارضين للرئيس اليمني علي عبدالله صالح، الذي أعلن أنه لن يقدم المزيد من التنازلات لمن يسعون للإطاحة به، عددا كبيرا من سكان العاصمة صنعاء على الفرار. وترددت أصداء نيران مدافع رشاشة متقطعة لليوم الثالث في الشوارع المحيطة بمنزل الزعيم القبلي الشيخ صادق الأحمر الذي أيد المحتجين الذين يسعون للإطاحة بالرئيس اليمني بعد فشل جهود الوساطة الدولية المتكررة. وسمعت أصوات الرصاص والانفجارات بكثافة في حي الحصبة الذي يشهد اشتباكات بين الطرفين لليوم الثالث على التوالي، وقد أسفرت حتى الآن عن سقوط 44 قتيلا على الأقل من المعسكرين. احتدمت الاشتباكات العنيفة مرة جديدة، أمس، بين المسلحين المناصرين للشيخ صادق الأحمر زعيم قبائل حاشد النافذة في اليمن، والقوات الحكومية الموالية للرئيس صالح، فيما سجلت حركة نزوح للسكان من مناطق التوتر في شمال العاصمة. وقد استولى المسلحون القبليون خلال الليل على مبنى وكالة الأنباء اليمنية «سبأ». والاشتباكات التي انطلقت الاثنين، تراجعت خلال ليل الثلاثاء بعد أن طلب الرئيس اليمني من قواته وقف النار ومن مناصري الشيخ صادق الأحمر، الذي يدعم الانتفاضة المطالبة بتنحي الرئيس، الانسحاب من المباني العامة التي سيطروا عليها، التي تشمل وزارة الصناعة والتجارة ومبنى الخطوط الجوية اليمنية ومبنى المعهد العالي للإرشاد ومدرسة الرماح. وفيما توسعت رقعة المواجهات لتطال الأحياء المجاورة، غادر عدد من السكان العاصمة التي سيطرت عليها المخاوف، إضافة إلى استمرار حالات انقطاع التيار الكهربائي والمياه وعدم توفر الغاز بكميات كافية. وغادر معظم الفارين باتجاه الجنوب إذ إن طريق الجنوب كانت سالكة. أما الذين حاولوا الفرار باتجاه الشمال، فقد حذرتهم حواجز الحرس الجمهوري من أنهم لن يتمكنوا من العودة إلى صنعاء، وذلك بحسب سكان غادروا منازلهم. ويعد شمال اليمن من أهم معاقل قبائل حاشد النافذة والمسلحة، كما تعد عائلة الأحمر بالغة النفوذ في اليمن، وهي تستطيع حشد آلاف المسلحين من قبائل حاشد، الأكبر في البلاد. وفي ساحة الاعتصام، التي تطالب بإسقاط النظام أمام جامعة صنعاء، تضاءلت أعداد المعتصمين بشكل ملحوظ. وبعض الذين غادروا أفادوا بأنهم سيلتحقون بالمقاتلين المناصرين للشيخ الأحمر. دوليا، دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أمس، الرئيس اليمني إلى التنحي «فورا» عن الحكم. وقال أوباما الذي يزور بريطانيا قبل التوجه إلى دوفيل بفرنسا للمشاركة في قمة مجموعة الثماني «ندعو الرئيس صالح للوفاء فورا بتعهده نقل السلطة». من جهة أخرى، أعلن الرئيس صالح أنه لن يستدرج إلى حرب أهلية رغم الاشتباكات الدائرة. وأضاف في تصريح أن ما حدث تصرف استفزازي لاستدراج اليمن إلى هذه الحرب، ولكن هذا قاصر على أبناء الأحمر. وحملهم مسؤولية إراقة دماء مدنيين أبرياء مشيرا إلى أنه حتى هذه اللحظة يهاجمون وزارة الداخلية ولكنه لا يريد توسيع نطاق المواجهات. وفيما يتعلق بالمبادرة الخليجية قال الرئيس صالح إنه مستعد للتوقيع عليها في إطار الحوار مضيفا أنه لن يغادر اليمن في حال تنحيه عن السلطة مؤكدا أنه لا يتلقى أوامر من أي قوى أجنبية