* محرر بصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية هناك تباطؤ ملحوظ من إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما ومعظم حلفائه الأوروبيين في تأييد الثورات العربية. وأوضح مثال هو ما يجري بسورية، حيث يرد النظام بقسوة وعنف على المظاهرات السلمية. دعونا نبدأ بسرد بعض الحقائق. وقع الاحتجاج الأول خارج المسجد الأموي بالعاصمة دمشق، 15 مارس الماضي، تحت شعار «الله والحرية وسورية». وسرعان ما انتشرت الاضطرابات وانتقلت إلى مدينة درعا في الجنوب. ومنذ ذلك الحين، أصبحت تزداد كل يوم جمعة. وكانت استجابة النظام، منذ البداية، مليئة بعنف يضاهي وحشية معمر القذافي في ليبيا. وفي 23 مارس، فتحت قوات الأمن النار على المتظاهرين في درعا وتوالت بعد ذلك عمليات القتل الجماعي بالرصاص؛ وتم الإبلاغ عن مقتل أكثر من 700 قتلوا واعتقال ما يقرب من عشرة آلاف آخرين، من بينهم عدة مئات اختفوا. وبعد أربعة أيام من إطلاق النار الشامل الأول بدرعا، جاء رد الفعل الغربي فاترا، حيث وصفت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الرئيس السوري بشار الأسد بأنه «إصلاحي». وبعد 45 يوما من أول مطالبة بالحرية، جاءت عقوبات أمريكية ضعيفة، ثم حذت أوروبا حذوها بعدما حولت القوات السورية رشاشاتها الثقيلة ومدفعيتها إلى المتظاهرين، وهدد بيان البيت الأبيض بمزيد من التدابير، لكنه قال إن ذلك يعتمد على سلوك النظام، كما لو أنه لم يفعل ما يكفي. ولم يقل الرئيس أوباما لنظيره الأسد إن عليه أن يرحل، مثلما فعل مع الرئيس المصري حسني مبارك قبل تنحيه. هل سورية أقل أهمية من ليبيا؟. العكس هو الصحيح، فالخبراء يتفقون على أن دمشق نقطة محورية بالشرق الأوسط. وهناك عدة تفسيرات للتساهل الغربي تتمثل في أن سياسة واشنطن في سورية تعاني العوامل نفسها التي واجهتها في جميع الانتفاضات العربية: استخفاف بالمفاهيم التقليدية للسياسة العربية، وعدم الثقة بإمكانية التغيير، وقلق حول ما يمكن أن يتبع انهيار الدكتاتورية، إضافة إلى عدم الرغبة في مواجهة حلفاء إقليميين. وأخيرا فإن قادة الاحتجاج يطالبون واشنطن بأن تظهر بعض علامات الوقوف إلى جانب الشعب السوري، في هذه المرحلة على الأقل؛ ويرددون: «أن تأتي متأخرا خير من ألا تأتي أبدا».