قال اثنان من سكان درعا ان القوات السورية قصفت الحي القديم في المدينة اليوم وداهمت المسجد العمري في درعا بجنوب سوريا. وقال أحد السكان توقف القصف. هناك قناصة على سطح المسجد مضيفا أن القوات مدعومة بدبابات تبدو مسيطرة على الحي القديم لاول مرة منذ مهاجمة المدينة يوم الاثنين. وكان شهود عيان أكدوا أن أكثر من 15 دبابة سورية دخلت درعا اليوم وسمع دوي اطلاق نيران كثيف في المدينة التي شهدت بدء الانتفاضة الشعبية المستمرة منذ ستة أسابيع ضد حكم الرئيس بشار الاسد. وقال أحد السكان ويدعى أبو طارق لرويترز في حديث هاتفي منذ الفجر نسمع دوي تبادل كثيف للنيران يتردد في شتى أنحاء المدينة ولا نعلم ما يحدث. وذكر سكان أن الاشتباكات اليوم تتركز على ما يبدو في الحي القديم في درعا على تلة قرب الحدود مع الاردن.وتابع أبو طارق شاهدت أكثر من 15 دبابة... دخلت من طريق دمشق سريع وكانت تتحرك في اتجاه الحي القديم. وكانت الدبابات والجنود السوريون دخلوا درعا من قبل يوم الاثنين لكبح الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية والتي انتشرت في سوريا البالغ عدد سكانها 20 مليونا. إلى ذلك فرضت الولاياتالمتحدة عقوبات جديدة على شخصيات حكومية سورية بارزة بعد أن قتلت قوات الأمن أكثر من 60 شخصا في شتى أنحاء سوريا أثناء مظاهرات مطالبة بإسقاط الرئيس بشار الأسد. وقال مصدر طبي لرويترز أن جنودا في درعا قتلوا 19 شخصا أمس عندما أطلقوا النار على آلاف المحتجين الذين قدموا من قرى قريبة إظهارا للتضامن مع تلك المدينة الواقعة في جنوب سوريا حيث تفجرت الانتفاضة السورية قبل ستة أسابيع. وقالت منظمة سواسية السورية لحقوق الإنسان أن لديها أسماء 62 شخصا قتلوا أثناء الاحتجاجات في درعا والرستن واللاذقية وحمص وبلدة القدم بالقرب من دمشق. وقدم المرصد السوري لحقوق الإنسان قائمة مماثلة لعدد القتلى. وجاء سفك الدماء الذي حدث أمس الجمعة بعد أن تحدت من جديد مظاهرات في شتى أنحاء سوريا الانتشار العسكري المكثف والاعتقالات الجماعية وقمع عنيف لأكبر تحد شعبي للحكم الاستبدادي لحزب البعث المستمر منذ 48 عاما. وفرض الرئيس باراك اوباما عقوبات جديدة على شخصيات سورية من بينها احد أشقاء الأسد مسئول عن القوات في درعا في أول رد على حملة القمع السورية العنيفة. ووقع اوباما على أمر تنفيذي يفرض العقوبات على وكالة المخابرات وعاطف نجيب قريب الأسد وشقيقه ماهر الذي يقود فرقة الجيش التي اقتحمت درعا يوم الاثنين. واستهدفت العقوبات الحرس الثوري الإيراني القوي المتهم بمساعدة حملة القمع السورية. وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون عقب اجتماع مع وزير الخارجية الياباني "أن العقوبات التي أعلن عنها اليوم هدفها أن تظهر للحكومة السورية أن تصرفاتها وأفعالها ستخضع للمحاسبة". وبعد فترة وجيزة من خطوة اوباما قال دبلوماسيون بالاتحاد الأوروبي أنهم توصلوا لاتفاق مبدئي لفرض حظر على إرسال أسلحة إلى سوريا وان الاتحاد الأوروبي "سيدرس بشكل عاجل اتخاذ إجراءات أخرى ملائمة وهادفة". وقال الدبلوماسيون انه فهم أن المقصود من ذلك إجراءات ضد أفراد. وتعتمد هذه العقوبات التي تتضمن تجميد أصول وحظر تعاملات تجارية مع الولاياتالمتحدة على إجراءات أوسع تفرضها واشنطن على سوريا منذ عام 2004 ولكن ربما لن يكون لها تأثير يذكر لأنه يعتقد أن المقربين من الأسد لا يملكون أصولا تذكر في الولاياتالمتحدة. وقال مسئول أن البيت الأبيض ليس مستعدا لمطالبة الأسد بالتنحي لان اوباما ومساعديه "لا يريدون أن يسبقوا الشعب السوري". لكن آلاف السوريين خرجوا إلى الشوارع في شتى أنحاء سوريا بعد صلاة الجمعة مطالبين بتنحي الأسد ومتعهدين بدعم سكان درعا. وقال شهود أن المتظاهرين هتفوا في احتجاجات كثيرة "الشعب يريد إسقاط النظام". واندلعت مظاهرات أخرى في مدن حمص وحماة وبنياس على البحر المتوسط والقامشلي في شرق سوريا وحرستا وهي من ضواحي دمشق. وقال نشطون حقوقيون أن دمشق شهدت اكبر احتجاج في العاصمة حتى الآن مع وصول عدد الحشد إلى عشرة آلاف شخص لدى سيره في اتجاه ساحة الأمويين قبل أن تقوم قوات الأمن بتفريقه بإطلاق الغاز المسيل للدموع. وقالت سواسية الأسبوع الماضي أن 500 مدني على الأقل قتلوا منذ بدء القلاقل قبل ستة أسابيع. وتشكك السلطات في ذلك وتقول أن 78 من قوات الأمن و70 مدنيا قتلوا في أعمال العنف التي تنحي باللائمة فيها على جماعات مسلحة. وانحت الوكالة العربية السورية للإنباء باللائمة على "جماعات إرهابية مسلحة" في قتل ثمانية جنود قرب درعا. وقالت أن هذه الجماعات أطلقت النار على منازل الجنود في بلدتين قرب درعا وقام الحرس بصدها. وقالت الوكالة أن قوات الأمن اعتقلت 156 عضوا بالجماعة وصادرت 50 دراجة نارية. ولكن شاهدا في درعا قال أن القوات السورية أطلقت الذخيرة الحية على آلاف القرويين الذين قدموا إلى المدينة المحاصرة. وقال "أطلقوا النار على الناس عند بوابة درعا الغربية في منطقة يادودا على بعد ثلاثة كيلومترات تقريبا من وسط المدينة". وقال نشط حقوقي في درعا أمس الجمعة أن جثث 85 شخصا قتلوا منذ اقتحام الجيش المدينة يوم الاثنين كانت موجودة بمشارح مؤقتة في المدينة القريبة من الحدود الجنوبية لسوريا مع الأردن. واثأر القمع العنيف الذي قام به الأسد إدانة متزايدة من الدول الغربية التي سعت منذ عدة سنوات للتواصل مع دمشق وتخفيف تحالفها الوثيق المناهض لإسرائيل مع إيران وجماعة حزب الله وحركة المقاومة الإسلامية "حماس". وأدان مجلس الأممالمتحدة لحقوق الإنسان سوريا لاستخدامها القوة الميتة ضد المحتجين السلميين وبدأت تحقيقا في عمليات القتل وجرائم أخرى مزعومة. وقال مسئول أمريكي أن العقوبات الجديدة تهدف لإظهار انه لا احد في القيادة السورية لديه حصانة من المحاسبة. وقال المسئول أن بلاده تراقب بشار عن كثب.