على الرغم من التقدم المحرز أخيرا ما زالت وسائل الإعلام التي طالما عرفت في غالبية الدول الغربية باسم «نادي الفتيان»، تعاني نقص وجود المرأة في المناصب التنفيذية وقاعات التحرير بمختلف دول الأرض، وفقا لدراسة جديدة لمؤسسة الإعلام الدولية للمرأة. فقد أكدت الدراسة التي أجرتها المؤسسة على مدى عامين، وشملت مقابلات مع 170 ألف مهني و 500 مؤسسة إعلامية في 59 دولة، أن المرأة ليست ممثلة بالصورة الواجبة في مختلف الوظائف الإعلامية. ويشمل هذا النقص في التمثيل ملكية وسائل الإعلام والنشر، والإدارة، والتحرير، والتصوير الصحفي، والإنتاج، والبث، في حين يشغل الرجال ما يقرب من ثلثي الوظائف الصحفية مقارنة بمجرد 36 % من النساء. هذا وعلى الرغم من أن المرأة كادت تقترب من التكافؤ مع الرجل في المناصب الصحفية العليا في العقدين الأخيرين، بنسبة 41 % خاصة في مجال جمع الأخبار وتحريرها، إلا أن الدراسة بينت أن الرجال لا يزالون يهيمنون على المناصب التنفيذية. ووجد الباحثون أن الرجال يشغلون 73 % من أعلى الوظائف الإعلامية فيما تواجه النساء حواجز غير مرئية في طريق الوصول إلى مناصب الإدارة، وذلك في 20 من الدول التي شملتها الدراسة، بما فيها بريطانيا. وصرحت ليزا جروس المديرة التنفيذية لمؤسسة الإعلام الدولية للمرأة، أن الدراسة تساهم في تسليط الضوء على عدم المساواة الذي ينبغي أن تعالجه وسائل الإعلام. وأضافت أنه على الرغم من الطابع الوصفي للدراسة، إلا أن الباحثين تمكنوا من التعرف على أنماط مختلفة في هذه المجال حسب المناطق. وشرحت أن دور المرأة في قطاع وسائل الإعلام يتماشى مع قوانين المساواة السارية «ليس فقط في ما يمكن أن نطلق عليه اسم الدول المتقدمة مثل الدول الإسكندنافية، ولكن أيضا وعلى سبيل المثال، في تلك البلدان الإفريقية» التي حرصت علي سن قوانين لضمان هذه المساواة. وكشفت الدراسة النقاب عن حالات عدم مساواة في كل من الشمال والجنوب. فعلى سبيل المثال، يفوق عدد الرجال في غرف الأخبار اليابانية عدد النساء بمعدل ستة إلى واحد، في حين تشغل المرأة في جنوب إفريقيا 79.5 % من مناصب الإدارة العليا في وسائل الإعلام. هذا وتزامن إصدار هذه الدراسة مع اجتماع المديرين التنفيذيين بوسائل الإعلام من مختلف أنحاء العالم في واشنطن، بتنظيم من المؤتمر الدولي للقياديات في وسائل الإعلام، وذلك لتحديد أولويات جهود تحقيق المساواة بين الجنسين، بالاستعانة بالبيانات الواردة في الدراسة. وطبقا لمارجريتا جيرتسميا سليج، أستاذة الصحافة في جامعة بتلر في إنديانابوليس، بأمريكا، فإن عدم وجود توجهات مواتية في صلب العائلات يعد دافعا لعدم المساواة بين الجنسين في وسائل الإعلام. وأضافت سليج أنه إذا كانت وسائل الإعلام تعمل لمجرد تحقيق الربح، من دون مراعاة لدورها كخدمة عامة، فيتحتم تغيير العقلية السائدة في قاعات التحرير والثقافات والأنباء. لكن هذا التغيير لن يأتي تلقائيا