حذر أطباء بارزون من تزايد في نسب الإصابة بأمراض السمنة وأورام القولون والمستقيم بين السعوديين، نتيجة شيوع أنماط استهلاكية وحياتية تساعد على ذلك. وكشف المؤتمر السنوي السادس للجراحة العامة أن 44 % من سكان المملكة يعانون داء السمنة، مشيرا إلى أن هذه النسبة في نمو مطرد ما يدعو إلى الإسراع في إيجاد الحلول العاجلة. وأكد الأستاذ المساعد واستشاري جراحة السمنة والمناظير بكلية الطب ومستشفى الملك خالد الجامعي الدكتور فهد بامحرز خلال مشاركته أمس في فعاليات المؤتمر السنوي للجراحة العامة بجامعة الملك سعود بالرياض أن الأوساط العلمية والطبية تتفق على أن هذا الداء مزمن ويؤثر مباشرة في أعضاء جسم الإنسان جميعها ووظائفها الصحية، مما يؤدي إلى الاستنزاف الكبير والمستمر للطاقات الطبية والصحية في البلاد ومن ثم الموارد الإنسانية والمالية، وبالتالي يؤثر سلبيا في مجموع الناتج المحلي للدولة. من جانبه، أكد أستاذ مساعد واستشاري جراحة القولون والمستقيم بكلية الطب ومستشفى الملك خالد الجامعي الدكتور خيال الخيال أن أورام القولون والمستقيم هي أورام خبيثة تتكون داخل بطانة القولون والمستقيم وتصيب الرجال والنساء على حد سواء. وأضاف: «في جميع أنحاء العالم تعد أورام القولون والمستقيم ثالث أنواع الأورام من حيث الانتشار بين الرجال والنساء، أما في المملكة فهي أكثر أنواع الأورام الخبيثة شيوعا بين الرجال والثاني من حيث الانتشار بين النساء»، موضحا أن دراسة سعودية أجريت على الفترة بين عامي 1994 و2003 أظهرت زيادة بنسبة تصل إلى الضعف في عدد المرضى. وذكر الخيال أن الدراسة تنبأت بأن يزداد معدل الإصابة أربعة أضعاف خلال ال 30 عاما المقبلة، لافتا إلى أن أعراض الإصابة بأورام القولون والمستقيم، تشمل وجود دم في البراز إما على شكل دم أحمر أو براز أسود أو داكن، كذلك حدوث نزيف من المستقيم، وآلام وتقلصات، خصوصا في المنطقة السفلية من البطن، وتغير في حركة القولون. وقال الخيال إن هناك عوامل قد تؤدي إلى الإصابة بهذا المرض منها التقدم في العمر، حيث تعتبر أورام القولون شائعة بعد سن ال 50، وتبلغ نسبة المصابين بأورام القولون ممن هم فوق ال 50 قرابة 90 %. كما أن التغذية تؤثر في الإصابة بالمرض، حيث ترتبط أورام القولون ارتباطا وثيقا بالأغذية المفتقرة للألياف والغنية بالدهون والسعرات الحرارية، هذا فضلا عن عدم ممارسة الرياضة. ونبه الخيال إلى أن هناك عدة فحوص يمكن إجراؤها لاكتشاف أورام القولون والمستقيم، من أهمها استخدام منظار القولون، كما أنه يمكن تشخيص المرض في المراحل الأولى التي يكون التدخل الجراحي فيها حلا ناجحا. ويعتمد العلاج - وفق الخيال - على تصنيف مرحلة الورم، فكلما تم اكتشاف الورم في مراحله المبكرة مع معدل انتشار طفيف، تزيد فرصة الشفاء منه، وكلما تم اكتشافه في مراحل متقدمة عندما ينتشر إلى مناطق بعيدة، فإن احتمالية الشفاء منه تقل تبعا لذلك، لكن تبقى الجراحة هي المرحلة الأساسية في رحلة العلاج، في الوقت الذي يمكن فيه الاستعانة بالعلاجات الكيماوية أو الإشعاعية بالنسبة لأورام المستقيم .