جمعت إذاعة روتانا FM، مساء الأربعاء الماضي الثقافة والأغنية ومزجت بين اللحن والشعر في مزيج فني جميل.. وذلك حينما واجهت الإعلامية اللبنانية جمانة بو عيد الفنان أبو بكر سالم بالفقيه في حلقة من سلسلة برنامجها الفني «سهرت روتانا»، أبو بكر كان ضيفا مميزا ومطلبا إعلاميا على البرنامج بعد انقطاع طويل عن الظهور في حوارات إعلامية تليفزيونية أو إذاعية، خاصة الصحفية، حضر أبو أصيل اللقاء، وحضر الإبداع الغنائي معه، لاسيما الألوان التراثية اليمنية الأصيلة تحديدا. وتلقى الفنان الكبير أول مداخلة هاتفية من الفنان علي بن محمد، حيث أشاد بالفنان أبو بكر كثيرا واعتبره قدوته في فنه، في حين وصف الفنان أبو بكر الفنان علي بن محمد بالفنان المميز، وقال مازحا اسمه جميل، وصوته فيه تأثير بنفس لوني.. وأضاف أبو أصيل قوله إن الفنان علي بن محمد من الفنانين القلائل الذين ترجموا الكلمة، فهو يخاطب الجمهور بأداء حواري وهذا ما يميزه. كما علق الفنان الكبير أبو بكر خلال حواره على العديد من أسئلة المذيعة جمانة بو عيد، فقد علق أبو أصيل على الأصوات المتواجدة على الساحة الغنائية الخليجية بقوله: «حينما يكون الصوت متفقا عليه.. لا بد أن يكون حينها الصوت مثقفا»، وطالب أبو أصيل بضرورة تثقيف الفنان ذاته، كما وصف أبو أصيل الزمن الحديث وتحدث عن مدى تأثير الأغنية والمتلقي بالوقت الحاضر. وأكد أنهم كفنانين يتأثرون بالتغير بشرط المحافظة على الأصالة. ووجه الفنان أبو بكر بالفقيه كلمة للصحافة الفنية، تمنى خلالها بأنه يجب على الصحفي أن يكون لديه إلمام كامل وشامل بالثورة الفنية، وتكون عنده أيضا معرفة ودراية كاملة بشتى أنواع الفن الموسيقي والشعر، حتى حينما ينتقد الفنان أو المطرب يستطيع نقده بكل مهنية، وليس فقط إبداء الرأي مجرد الرأي. و تحدث الفنان أبو بكر بالفقيه كثيرا عن صديقه ورفيق دربه الشاعر والملحن المحضار، حيث عبر عن وفائه له بأن خصص له عملين في ألبومه الأخير «دروب مغلقة»، كذلك تحدث عن تعاونه مع الشاعر والملحن السيد العيدروس بنفس الشعور، وآخر عمل جمعهما أغنية «فهمك» أيضا في ألبوم دروب مغلقة، وعن سؤال موجه له من المذيعة جمانة بو عيد؟ نفى أبو أصيل بأنه غير صعب التعامل أو أناني.. وأنما أكد أنه لديه قناعات في كل أعماله. وحول عدم تعاونه مع ابنه الفنان أصيل رغم تقديمه للساحة أبدى الفنان أبو بكر إعجابه الشخصي بعمل ابنه الفنان أصيل، ووصفه بالفنان المتأني، وأنه لا يطرح الألبومات كل عام مجرد الطرح كغيره من باقي الفنانين من جيله، وأضاف أن ابنه فنان متمكن وموهوب منذ صغره، فقد كان يسرق عوده ويعزف لأغاني عبادي الجوهر وأم كلثوم. وأنه أيضا استطاع أن يكون نفسه بنفسه. واختتم الفنان أبو بكر حديثه عن ابنه بأنه شخصيا ربما يكون دكتاتوريا معه لكن في مجال الفن فقط. وواصل أبو أصيل إجاباته لأسئلة جمانة، حيث لم يبد أي تعاون مع أي شاعرة من قبل دون إبداء أي أسباب، في حين قال رأيه حول الدويتوهات، مفضلا أن يتم ذلك بين الجنسين أفضل، رغم عمله ذلك مع كل من الفنان راشد الماجد والفنان عبدالله الرويشد.. وآخرين. وقال الفنان أبو بكر إن الأغنية السعودية بخير وعافية وماشية، لكنه يخشى عليها أن تتغير مشيتها، كما أجاب أبو أصيل عن ابتعاده عن غناء الأغنية الغزلية وتحوله للوجدانيات، بقوله ربما يكون السن.. لكنه استدرك قوله بأنه كانت لديه في السابق أغنيات غزلية عديدة. واستمع الفنان أبو بكر بالفقيه للرسالة الصوتية المسجلة من الفنان خالد عبدالرحمن التي تحدث فيها عن شخصية أبو أصيل الفنان، وأنه رمز من رموز الأغنية السعودية والخليجية. من جانب آخر ثمن أبو أصيل هذه الكلمات من الفنان خالد عبدالرحمن لشخصه، كما أبدى أبو أصيل التعاون مع مخاوي الليل رغم أنه لم يقابله على الإطلاق من قبل. وأكد الفنان أبو بكر بالفقيه أن التنافس بين الفنانين موجود. وأنه يختلف ذلك بين الجيلين، لكنه أكد مجددا أنه شخصيا لم يدخل في هذه الصراعات إطلاقا ولا تعنيه وتمنى أن يكون التنافس في صالح الفن. تحسر الفنان أبو أصيل عن بعد العلاقة بين الفنانين كما كان في السابق، مشيرا إلى أن التكنولوجيا ساهمت في ذلك، وضرب مثلا في تركيب الأصوات بين مطربين من بلدان مختلفة بواسطة التكنولوجيا. وردا على ما قاله فنان العرب محمد عبده عنه حينما قال: «إن الفنان أبو بكر بالفقيه يصنع الألحان على صوته فقط»؟ قال أبو أصيل ضاحكا إن الفنان محمد عبده عاص وهو فنان كبير، وأعتبر ما قاله نغزة من نغزاته، لكنه هو فنان كبير يستطيع أن يغني أي شيء، وعن الفنان رابح صقر، أشاد أبو أصيل فيه كثيرا وقال: «هو فنان مميز ولديه فكرة جميلة ويعزف بشكل جميل، وأهم من ذلك أنه فنان يشدك ولا تمل منه»، وعن الأغنية الصنعانية قال أبو أصيل إنها موجودة لكنها طويلة وتحتاج إلى بحث. وأشار إلى أن هناك الكثير من الفنانين الشباب يستطيعون تطويرها.. وأن يكملوا ما قام به هو وزميله الفنان أحمد فتحي سابقا. فيما مازح الفنان أبو بكر الفنان عبدالله الرويشد خلال مداخلته، وخاصة حينما أسهب الفنان عبدالله الرويشد في الثناء على أبو أصيل. قاطعه الفنان أبو بكر بقوله: «الآن فهمت قصدك»، وأضاف أن الأغنية لدى الملحن يحيى عمر. وسط ضحكات الطرفين، كما أجاب الفنان أبو بكر حول فكرة عمل مسلسل عنه التي طرحت من قبل، بقوله جاؤوني أناس يريدون عمل مثل ذلك، لكني رفضت في الوقت الحاضر. وأثناء سير الحوار تلقى الفنان أبو بكر بالفقيه مداخلة مؤثرة من فارس فايق عبدالجليل ابن الشاعر الكويتي الراحل فايق عبدالجليل، حيث سرد للمستمعين قصة تبين شخصية الفنان أبو بكر الإنسان لا الفنان، وذلك حينما انقطع فارس، وهو طالب في القاهرة إبان أزمة الكويت، وكيف احتضنه الفنان أبو بكر ووضعه بين أبنائه معتبره أحدهم. واستمتع الفنان أبو بكر بمداخلة الفنان حسين الجسمي الذي تداخل بأغنية «يا مروح» مما أجبر الفنان أبو أصيل على التفاعل معها. بعدها أشاد أبو أصيل بالجسمي وقال عنه اسم على مسمى فقد فرض هذا الشاب نفسه وهو صاحب ذوق رفيع. و سألت المذيعة جمانة الفنان أبو بكر حول الجنادرية ومتى يشارك فيها؟ أجاب فورا الفنان أبو بكر بأنه موجود فقط ينتظر أن توجه له الدعوة. واستدرك بقوله على أي حال صحتي الآن لا تساعدني على الوقوف طويلا.. حتى في حفلات فبراير طلبت بأن أغني جالسا .