رغم النجاحات الكبيرة التي يحققها الحكم السعودي خليل جلال محليا وعالميا، إلا إنه لا يزال تحت مقصلة النقد والتجريح والتشكيك، والغريب أن خليل لا يكلف نفسه عناء الرد على هذا الهجوم بل إنه يرد بصورة عملية في الملعب وعلى لسان غيره، فكلما تصوب تجاهه سهام النقد يُختار للتحكيم في المحافل الدولية الكروية الكبرى.. «شمس» أجرت هذا الحوار الذي لا تنقصه الصراحة مع خليل جلال أثناء وجوده في الدوحة للمشاركة في تحكيم مباريات كأس آسيا هناك: متى وصلت الدوحة؟ وهل تجاوزت اختبارات الاعتماد لإدارة مباريات كأس آسيا؟ وصلت قبل يومين، واجتزت ولله الحمد اختبارات الاعتماد. عرفت أن والدك مريض في المستشفى.. كيف استطعت أن تسافر وهو في هذه الحال؟ رفضت الذهاب وقررت الاعتذار من أجل البقاء إلى جوار والدي العزيز، إلا إنه أصر أن أوجد في الدوحة في هذه البطولة، ولكنني على تواصل دائم معه، وهو ولله الحمد في تحسن مستمر. يتعرض الحكام بشكل دائم ومستمر لحملات مستمرة من رؤساء الأندية وأعضاء الشرف والجماهير والإعلام.. فكيف تتعامل مع تلك الأمور؟ ومن وجهة نظرك ما أسباب الهجوم عليكم؟ نحن الحكام لدينا اعتقاد راسخ بأننا شماعة كل من ليس له عذر، وأنهم «يحطّون» فشلهم علينا، لذا فقد أصبحت هذه الاتهامات والانتقادات أسطوانة قديمة جدا وبالطبع لا تهمنا، فالحكم يجتهد ويحرص على خروج المباراة بالشكل اللائق الذي يسعى له، وأعتقد أنه لا يلام المرء بعد اجتهاده. وبشكل عام الهجوم على التحكيم والحكام ظاهرة موجودة في كل بلاد العالم تجاه الحكم المحلي، وأعتقد أن أهم أسباب ذلك وضع النادي قبل أو أثناء أو بعد المباراة، بحيث يدخل الحكام تحت الضغوط نتيجة موقف الأندية في جدول المسابقة. كلما اشتدت الحملات ضدك نجدك تمثل التحكيم السعودي خارجيا.. ماذا يعني ذلك بالنسبة إليك؟ للعلم أنا آخر من يعلم بما يجري أو يدور بعد المباريات التي أتصدى لها تحكيميا، ولا أدري ماذا قالوا عني، لذلك لا ألقي لها بالا من الأساس. ولكن الأهم أنه ولله الحمد دائما ما يكون الرد عمليا من خلال نوعية مشاركاتي في المحافل الخارجية الكبرى. كيف تتعامل مع انتقادات رفقاء الأمس الذين تحولوا لمحللين ومنتقدين للحكام في الفضائيات؟ ومن الذي يقنعك منهم وترى أنه يتعامل مع الحكام بمنظور غير شخصي؟ بالطبع أتعامل معها بكل رحابة صدر، لأن هذا المجال أصبح مصدر رزقهم ويتقاضون مبالغ مالية مقابل النقد الموجه للحكام، وهذا أمر طبيعي يحدث في كل مكان، وكل منا يخطئ ويصيب. وأعتقد أن جميع المحللين لهم باع طويل في مجال التحكيم والتحليل، وكذلك لهم آراؤهم الاجتهادية التي نحترمها رغم «قسوتهم» علينا في بعض الأحيان. متى يعتزل خليل جلال ويرمي بالصافرة وبزة التحكيم؟ عندما يكون البديل السعودي الدولي جاهزا للمشاركة في المحافل الدولية، وللعلم بعد عودتي من كأس العالم 2010 كان لدي نية قوية في الاعتزال بشكل جدي، ولكنني رأيت بعد ذلك أنه من الجحود أن أعتزل وهناك مشاركات دولية أستطيع تمثيل الوطن فيها وتسجيل حضور الحكم السعودي بشكل عام وليس خليل جلال بصفة شخصية. وللعلم أنا مدين لهذا الوطن بالكثير، وكل إنسان عرف خليل جلال له حق بأن أشكره الآن وأيضا لحظة توديعي للملاعب. هل فكرت في لحظة مراجعة مع النفس بأن تعتذر عن إدارة المباريات المحلية؟ بالفعل اعتذرت هذا الموسم عن إدارة العديد من المباريات، وكانت الأعذار مقبولة، ولكن لم يراودني الاعتذار عن أي مباراة محلية دون مبرر، طالما أن الوضع يفرض أن أكون موجودا في مكاني. في بطولة آسيا الحالية أنت بين اختيارين أحلاهما مر، تريد تحكيم النهائي وترغب في حصول الأخضر على اللقب.. كيف تقيم نظام خروج الحكام الذين تتأهل منتخباتهم؟ وهل خدم ذلك حكام المنتخبات الضعيفة؟ على العكس تماما، فأحلاهما شهد، فعند تأهل منتخب بلادك يربح الوطن، وبالطبع هذا النظام عادل تماما، حيث إنه يبعد البطولة عن أي توتر، كما أنه نظام عالمي مطبق في جميع البطولات الدولية، وبالتأكيد المستفيد الأول في هذا النظام الحكام الذين تمثل بلدانهم منتخبات ضعيفة كرويا لا تتأهل للأدوار المتقدمة. ما إن يبرز حكم جديد حتى تبدأ المقارنات مع من سبقه.. ما رأيك في تلك المقارنات؟ الحكام الحاليون جاهزون تماما لقيادة التحكيم السعودي بشكل رائع، ولكنهم يحتاجون إلى الفرصة المناسبة. والمقارنة أمر غير مجد. يقال إن الغيرة بين الحكام أكثر من غيرها في المجالات الأخرى.. هل هذا صحيح؟ وهل لمست ذلك فعليا؟ لماذا تسمونها غيرة؟ لماذا لا تعتبرونها تنافسا؟ خصوصا أن الأجواء بين الحكام صحية تماما، وأعتقد أن ما يتردد في هذا الشأن الهدف منه واضح تماما، وهو فقط لتصفية الحسابات ليس إلا. من وجهة نظرك.. ما أبرز المعوقات التي تعترض طريق الحكام محليا؟ المجال طويل جدا لعرض المعوقات، ولا أملك صلاحية أن أتحدث عنها، لأن هناك مسؤولا عن كل ما يخص التحكيم والحكام .