استبعدت الهيئة العامة للطيران المدني وجود مشروع جاهز للتطبيق بخصوص رفع أسعار تذاكر الطيران خلال العام الجديد على خلفية ارتفاع أسعار الوقود الناجم عن ارتفاع أسعار النفط الخام، وقال المتحدث الرسمي للهيئة خالد الخيبري في تصريحات ل«شمس» إن الحديث عن زيادة تسعيرة تذاكر الطيران مع بداية العام الميلادي الجديد غير صحيح: «ليس لدي معلومات عن زيادة تسعيرة التذاكر». وفيما يتخوف المسافرون من ارتفاع أسعار التذاكر أشعلت «رسالة جوال» لإحدى شركات الطيران السعودية حب الشباب للسفر والتنقل داخل المملكة وخارجها نظرا لانخفاض تكلفة السفر بشكل غير مسبوق، حيث تضمنت الرسالة إعلان شركة «طيران ناس» عرضا ترويجيا غير مسبوق للمسافرين على متن طائراتها، بقيمة 11 ريالا فقط على رحلاتها الجوية المحلية والدولية خلال الفترة من 3 يناير إلى 31 مارس المقبلين، وأوضح المدير العام للمبيعات بالشركة تركي الجعويني، أنه بإمكان المسافرين فرصة الحصول على أكثر من عشرة آلاف مقعد بالسعر الترويجي البالغ 11 ريالا بحسب الإمكانات المتاحة على جميع الرحلات التي ينظمها طيران ناس محليا ودوليا، التي تشمل 24 وجهة تغطيها أكثر من 450 رحلة أسبوعيا. «شمس» حاولت الوصول إلى كافة التفاصيل حول العرض الجديد، وإذا ما كانت هناك إضافات مالية أخرى على سعر التذكرة، وقيمة تلك الزيادة حسب وجهة الرحلة سواء داخلية أو خارجية، ومبررات الشركة لإصدار ذلك القرار الجديد، وهل هو مجرد فرقعة دعائية أم له دوافع اقتصادية جادة، وتساءلت عما إذا كان التخفيض بهذه الطريقة فيه حرق للأسعار ومخالفا لقوانين الطيران المدني العالمية، وهل القرار سيواجه رفضا من شركات طيران أخرى كالخطوط المصرية على سبيل المثال التي منعت الطيران الاقتصادي السعودي من تنظيم الرحلات لمطار القاهرة وقصرت رحلات ناس وسما على الإسكندرية وأسيوط. وهل هذا التسابق على الطيران الرخيص سيؤدي إلى تدهور الخدمات الجوية فتكون تذكرة العشرة ريالات على غرار محال «أبو ريالين»؟ وحرص محرر «شمس» على الاتصال بطيران «ناس» للحجز وفق الإعلان الجديد على أنه شاب يريد السفر من الرياض إلى القاهرة وأن صديقه يريد السفر من الرياض إلى جدة، حيث كشف مسؤول بمكتب المبيعات التابع للشركة عن أن العرض الجديد للرحلات الداخلية 11 ريالا هو سعر التذكرة لكن يضاف إليها رسوم إدارية 80 ريالا؛ فيصبح سعر التذكرة الواحدة ب 91 ريالا، وأكد أن العرض الجديد لا يشمل جميع مقاعد الرحلة الداخلية الواحدة في اتجاه واحد، ولكن حسب التواريخ والأيام والوجهات، بمعنى أنه ليس كل المقاعد ووجهات السفر متاحة وفق العرض الجديد. وبالنسبة للرحلات الخارجية أشار المسؤول بالشركة إلى أن سعر التذكرة للرحلات الخارجية 11 ريالا، لكن الرسوم الإضافية تختلف من بلد إلى آخر؛ فمثلا السفر من السعودية إلى مصر يكون سعر التذكرة 11 ريالا، إضافة إلى الضريبة ب170 ريالا؛ فيصبح سعر التذكرة 181 ريالا، مشيرا إلى أن العرض الجديد لا يشمل الوجهة الواحدة: «ولكن قد تخصص عشرة مقاعد في كل وجهة وحسب الأقدمية»، وأن العرض خلال فترة محددة، تبدأ من 3 يناير إلى 31 مارس 2011، على أن يتم الحجز خلال الفترة من 29 ديسمبر 2010 وحتى 8 يناير 2011، وبمدة لا تقل عن خمسة أيام من موعد الرحلة المطلوبة. وحول مدى قانونية تخفيض شركات الطيران الاقتصادي لأسعار التذاكر وسلطة هيئة الطيران المدني في هذا الخصوص قال المتحدث الرسمي للهيئة خالد الخيبري «إنها المنافسة المشروعة مثلما هي المنافسة بين شركات الجوال أو الكمبيوتر.. الكل يقدم أسعارا تنافسية لجذب أكبر شريحة من العملاء وفي النهاية.. المستفيد الأول هو المستهلك.. فمثلا عندما كانت لدينا شركة واحدة للاتصالات كانت الأسعار محددة وثابتة وعندما دخلت شركات أخرى حدث التنافس لصالح المستهلك». وقال الخيبري بالنسبة لشركات الاتصالات: «ربما يحصل تخفيض على أجور المكالمات وأحيانا من شهر إلى شهرين تكون المكالمات مجانا وأحيانا يحصل العميل على باقات محددة كل شهر، وهذا ينطبق على شركات الطيران في أغلب دول العالم، وغالبا ما تكون هناك رسوم إضافية يعرفها المسافر قبل الحجز»، مشيرا إلى أن اختلاف الأسعار بين الشركات يرتبط بنوعية وجودة الخدمة حتى داخل الطائرة نفسها هناك «درجات». وفي تعليقه على التوجه التسويقي لطيران ناس عبر التذاكر المخفضة أكد رئيس مجلس شركة الطيار للسفر والسياحة والخبير في اقتصاديات الطيران الدكتور ناصر الطيار أن تخفيض شركة ناس لرحلاتها الداخلية والخارجية مقابل 11 ريالا للتذكرة هو نوع من التسويق للمسافرين، ويحدد هذا العرض بمقعد أو مقعدين فقط على كل رحلة سواء داخلية أو خارجية، وكذلك بفترة أو زمن محدد. وقال الطيار إن هذا العرض يعتبر عملية إغراء مشروعة للمسافرين، واستبعد أن يفتح القرار لظاهرة طيران بعشرة ريالات على غرار «محال أبو ريالين»، وقال إن هذه حملة تسويقية ذكية وتكلفتها ربما أقل من حملة إعلانية مباشرة، كما أنها تطبق معايير الطيران الاقتصادي التي تطبقها جميع خطوط الطيران العالمية الاقتصادية .